169

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

الأردن

Жанры

وعن إبراهيم الحربي قال: رأيت أحمد بن حنبل كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف، يقول ما شاء ويمسك ما شاء.
وعن أحمد بن سنان قال: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيمًا منه لأحمد ابن حنبل، ولا رأيته أكرم احدًا كرامته لأحمد بن حنبل: وكان يقعد إلى جنبه إذا حدّثنا، وكان يوقّره ولا يمازحه، ومرض أحمد فركب إليه فعاده.
قال المصنف ﵀: قلت: كانت مخايل النّجابة تظهر من أحمد ﵁ من زمان الصِّبا، وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرًا، وعمله به متوفرًا، فلذلك كان مشايخه يعظّمونه، فكان إسماعيل ابن عليّة يقدّمه وقت الصلاة يصلّي بهم، وضحك أصحابه يومًا فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟
وكان ابن مهدي يقول: ما نظرت إليه إلا ذكرت به سفيان الثوري، ولقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمة.
٥ - شيء من سيرته: عن أبي بكر المروزي قال: كنت مع أبي عبد الله نحوًا من أربعة أشهر بالعسكر، لا يدع قيام الليل وقراءة النهار، فما علمت بختمةٍ ختمها، كان يسرُّ ذلك.
وعن أبي عصمة بن عصام البيهقي قال: بتّ ليلةً عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر في الماء، فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله، رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل؟
وعن أبي داود السجستاني قال: لم يكن أحمد بن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا، فإذا ذكر العلم تكلم.
وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: جالست أبا يوسف ومحمد بن الحسن ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي فما هبت أحدًا منهم ما هبت

1 / 182