التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

Умар Сулейман аль-Ашкар d. 1433 AH
17

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

Издатель

دار النفائس للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Место издания

الأردن

Жанры

المبحث الثاني الله تعالى أهل التقوى الله تعالى أهل التقوى دون سواه، قال تعالى: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦]، قال ابن عباس: " ﴿أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ يقول الله تعالى: أنا أهل أن أتَّقى، فإن عصيت، فأنا أهل أن أغفر" [عمدة الحفاظ للسمين الحبي: ٤/ ٣٨٤]. والله - سبحانه - أهل التقوى لأنه العظيم، الذي لا أعظم منه، القويُّ القاهرة الذي لا أحد أقوى منه، وهو العزيز الذي لا يغلبه أحد، وهو قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، وهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. وهو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، لا يملك أحدٌ معه شيئًا، وكل العباد سيهلكون، وسيرث الله الأرض جميعًا، وهو العالم بما في السماوات والأرض، وما بينهما، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا السماء. فهو وحده أهل أن يتقى، وتخشع له قلوب العباد سبحانه، وترجى رحمته، ويخاف عذابه. وإذا أنت قارنت ما تخاف في الدنيا من الأعداء والأهوال والمصائب العظام بأهوال الآخرة، تجد أن ما تخشاه من أهوال الدنيا زائل ذاهب، أما الله فله الدنيا والآخرة، وأنت راجع إليه، فلا تنجو من عذابه أبدًا.

1 / 21