أبو حاتم الرازيُّ والبَرْدِيجيُّ:
أما أبو حاتم: فحكَى عنه ابنُهُ عبد الرحمن (١) أنه قال: «هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» .
وأما البَرْدِيجيُّ: فنقَلَ عنه ابنُ رجب (٢) أنه قال: «هذا عندي حديثٌ مُنْكَرٌ، وهو عندي وَهَمٌ من عمرو بن عاصم» .
قال ابن رجب (٣) - عَقِبَ ذكره لكلامِ أبي حاتمٍ والبَرْدِيجي -: «وهذا الحديثُ مُخَرَّجٌ في الصحيحَيْنِ مِنْ هذا الوجه، وخرَّج مسلم (٤) معناه أيضًا مِنْ حديثِ أبي أمامة، عن النَّبِيِّ (ص)؛ فهذا شاهدٌ لحديثِ أنس.
ولعلَّ أبا حاتمٍ والبَرْدِيجيَّ إنما أنكرا الحديثَ؛ لأنَّ عمرو بن عاصمٍ ليس هو عندهما في مَحَلِّ مَنْ يُحْتَمَلُ تفرُّدُهُ بمثلِ هذا الإسناد، والله أعلم» .
ثم نقَلَ ابنُ رجب (٥)، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القَطَّان والإمامِ أحمد بعضَ الأمثلةِ التي تَدُلُّ على مِثْلِ ما ذهب إليه أبو حاتم والبَرْدِيجيُّ، وقال: «وهذا الكلامُ يَدُلُّ على أنَّ النَّكَارة عند يحيى القطان لا تزولُ
(١) في "العلل" (١٣٦٤)، ونقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (٢/٦٥٤) .
(٢) في "شرح علل التِّرْمذي" (٢/٦٥٤) .
(٣) في الموضع السابق (٢/٦٥٥) .
(٤) في "صحيحه" (٢٧٦٥) .
(٥) في "شرح علل الترمذي" (٢/٦٥٦-٦٥٧) .