فانتصب لوسيوس شاحب الوجه، وقال بصوت ضعيف: إذن فأظهر لنا قدرتك أيها الرجل.
فصرخ سيراب الناسك بصوت ملؤه الإيمان قائلا: أيها الإخوة الأحباء، اتحدوا معي بقلوبكم وأصغوا إلى ما أقول:
نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء الأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، له وللأب جوهر واحد، الذي به كان كل شيء، والذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجسد من روح القدس ومن مريم العذراء، وصار إنسانا وصلب عنا على عهد بيلاطوس البنطي وتألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث.
ولما وصل الناسك إلى هذه الجملة، رفع نظره إلى العلاء وبسط ذراعيه فوق المرضى وقال: باسم المسيح ابن الله الحقيقي آمركم أن تمشوا، ألا فليحتجب أي مرض كان، ولترجع القوة والنشاط إلى أجسامكم جميعا!
عند هذا تصاعد هتاف عظيم، ونهض الكسحاء على الأرض، وأبصر العمي، وسمع الطرش، وتكلم الخرس، وشفي المرضى اليائسون.
فهجم الأهل والأصدقاء وأخذوا يعانقونهم بلهفة كمن لا يصدق ما يرى.
أما الناسك فجعل يهدئ هياج الشعب، ثم قال: احمدوا الله يا إخوتي الأحباء، المجد للمسيح ابن الله الحقيقي!
فهتف الشعب بصوت واحد كأنما هو الصاعقة المنقضة: في كل الدهور!
Неизвестная страница