هكذا هو في "الموطأ" عِنْدَ جَمَاعَةِ الرواةِ فيما علمت موقوفًا، ورواه الوليد بن مسلم عن مالك مرفوعًا عن حميد عن أنس قال: "صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَكُلُّهُمْ كَانَ لَا يَقْرَأُ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ".
وكذلك رواه ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب عن مالك وابن عيينة والعُمَريِّ عن حميد عن أنس مرفوعًا. وهو خطأ عندهم من ابن أخي ابن وهب في رفعه ذلك عن عمِّه عن مالك، وأما رواية
_________
= "هكذا هو في الموطأ عند جماعة رواته فيما علمت موقوفًا، وروته طائفة عن مالك فرفعته، ذكرت فيه النبي ﵇، وليس ذلك بمحفوظ فيه عن مالك، وممن رواه مرفوعًا عن مالك الوليد بن مسلم. . .، وذكره أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث. . .، ورُوي عن أبي قرة موسى بن طارق عن مالك أيضًا مرفوعًا. . .، وهذا خطأ كله خلاف ما في "الموطأ"، ورواه إسماعيل بن موسى السدي عن مالك مرفوعًا أيضًا؛ إلا أنه اختُلف عنه في لفظه. . .، ورفعه أيضًا ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب عن مالك. . .، فهذا ما بلغنا من الاختلاف على مالك في إسناد هذا الحديث ولفظه، وهو في "الموطأ" موقوفٌ، ليس فيه ذكر النبي ﷺ، وقد روى هذا الحديث عن أنس قتادة وثابت البناني وغيرهما؛ كلّهم أسنده، وذكر فيه النبي ﷺ؛ إلا أنهم اختُلف عليهم في لفظه اختلافًا كثيرًا مضطربًا متدافعًا، منهم من يقول فيه: "كانوا لا يقرؤون ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ومنهم من يقول: "كانوا لا يجهرون بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ومنهم من قال: "كانوا لا يتركون ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، منهم من قال: "كانوا يفتتحون القراءة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ " وهذا اضطرابٌ لا يقوم معه حجة لأحد من الفقهاء".
1 / 46