Очищение Корана от нападок
تنزيه القرآن عن المطاعن
Жанры
وربما قيل في قوله تعالى (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) كيف يصح ان يكلفهم قتل أنفسهم مع ان الانسان ملجأ الى ان لا يقتل نفسه. وجوابنا ان المراد قتل بعضهم لبعض كقوله تعالى (فسلموا على أنفسكم) وعلى هذا الوجه تأوله المفسرون ويحتمل ان يكون المراد التعرض لاسباب الهلكة وقد يقال لمن يفعل ذلك انه قتل نفسه ولذلك قال بعده (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم) فنبه بذلك على ان الايمان منهم مما يصح ويصح خلافه وذلك يدل على ان ذلك فعلهم لانه لا يقال لمن لا يصح منه الا القيام فقط لو فعل القعود لكان خيرا له وبين من بعد حال المطيع بما يرغب نهاية الترغيب في الطاعة فقال (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما) ثم رغب تعالى في الجهاد فقال (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) ووصف بعده حال المنافقين بقوله (وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما) ثم رغب تعالى في الجهاد وبين ان للمجاهد الثواب قتل أو غلب فقال (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما) لان الذي يحصل له هو لتحمله المشقة لانه يقتل وقتل الكفار له مصيبة فبين انه سواء قتل أو غلب فله الثواب الجزيل على ما تحمله من الكلفة.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) كيف يصح ذلك ان يحكى عن الولدان وهم لا يعرفون ربهم. وجوابنا انه تعالى ذكر جملة من يحب ان يهاجر ويتخلص من القرية الظالم أهلها والمراد بقوله ربنا أخرجنا من يصلح ان يقول ذلك كما يقال ان أهل البصرة معتزلة يقولون بالعدل والتوحيد ويراد بذلك كبارهم وان لم يفصل ولذلك قال (واجعل لنا من لدنك وليا) ومثل ذلك لا يقع من الولدان فهو كقوله (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم) والمراد انه من تصح منه العبادة.
[مسألة]
Страница 101