Очищение Корана от нападок

Аль-Кади Абд аль-Джаббар d. 415 AH
214

Очищение Корана от нападок

تنزيه القرآن عن المطاعن

Жанры

وربما قيل في قوله تعالى (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها) ثم قال تعالى (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) فانه اذا كان يأخذ كل سفينة فكيف يصح أن يقول ذلك. وجوابنا ان المراد يأخذ كل سفينة صحيحة غصبا وذلك ما يعقل من الكلام بقوله تعالى (فأردت أن أعيبها) لانه نبه بذلك على ان ذلك الملك كان ينصرف عن أخذ المعيب من السفن الى أخذ الصحيح فاما قوله جل وعز (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) فان من تدبر يعرف به حكمة الله تعالى وعدله وأنه يفعل بالمكلف أقرب الأشياء الى طاعته وانه تعالى ينفي تنزيه القرآن (16) عنه ما يدعوه الى معصيته فامر عز وجل صاحب موسى بقتل الغلام لما كان لو بلغ بلوغه داعية كفرهما ويدل أيضا على ان الكفر من فعلهما لأنه لو كان خلقا من الله تعالى لم يصح ذلك وقوله عز وجل (وما فعلته عن أمري) يدل على ان ذلك كان من أمر الله تعالى وإذنه.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) كيف يصح أن يجدها تغرب في شيء من الأرض وهي إنما تغرب في مجاري غروبها. فجوابنا انها تغرب على وجه يشاهد كذلك كما توجد الشمس تغرب في البحر اذا كان المرء على طرفه وكما يقول المرء ان الشمس تطلع من الأرض وتتحرك في السماء والمراد بذلك ما ذكرناه من تقدير المشاهدة وقوله تعالى من بعد (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا) يدل على ان ذلك الظلم فعل العبد وعلى ان هذا التعذيب فعل ذي القرنين فلذلك أضاف العذاب المتقدم الى نفسه ثم العذاب المتأخر الى ربه.

[مسألة]

Страница 242