Очищение Корана от нападок
تنزيه القرآن عن المطاعن
Жанры
وربما قيل في قوله تعالى (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) ان ذلك لا يعرف في اللغة لأنه لا يقال فيمن له الحق أو عليه أنه طائر في عنقه. وجوابنا ان كتاب الله تعالى وصف بأنه عربي فما يوجد فيه يجب أن يعلم أنه لغة إما مجاز وإما حقيقة واذا كنا نقبل ذلك متى ورد به شعر منظوم أو كلام منثور فلأن يلزم ذلك لما ذكرنا أولى والمراد ألزمناه جزاء عمله وما يستحقه وذلك من فصيح الكلام وقد يقال فيما يخرج من سبب وحظ خرج لفلان الطائر بكذا فلا وجه لما قالوه والوجه فيه ظاهر لان الطائر يلزم المرء لا بحسب اختياره وربما يجتهد في دفعه فلا يصح فجعل تعالى ما يستحقه على ذنوبه بهذه المنزلة ولذلك قال تعالى (ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) فبين أن المطوي المكتوم الذي يمكن المرء إصلاحه بالتوبة يصير في الآخرة ظاهرا ولذلك قال تعالى بعده (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) قال الحسن البصري لقد عدل عليك من جعلك حسيب نفسك فكل ذلك زجر عن المعاصي وبين بقوله تعالى (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) أن الاهتداء بالايمان والضلال بالكفر من قبل العبد وحقق ذلك بقوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وأن أحدا لا يؤاخذ بما يفعله غيره أكد ذلك بقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فإذا كان تعالى لا يعذب حتى يقيم الحجة بالرسل وبالبينات فكيف يجوز أن يعذب المرء على أمر لم يقدر عليه وكيف يجوز أن يعذب الطفل بذنب أبيه وهو من لا يقدر ولا يعرف الخير من الشر وكل ذلك يبطل قول هؤلاء المجبرة.
[مسألة]
Страница 227