Очищение Корана от нападок
تنزيه القرآن عن المطاعن
Жанры
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) ثم قال تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) كيف يصح ذلك. وجوابنا انهم تمنوا الرد الى دار الدنيا والتمني لا يقع فيه الكذب وجد الأمر على ما تمنى أم لم يوجد، وانما يقع الكذب في الاخبار فمعنى قوله (وإنهم لكاذبون) انهم بمنزلة من يكذب من حيث لو ردوا لعادوا.
فان قيل أتقولون بجواز ردهم الى الدنيا حتى يقال لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (قيل) اما من اضطره الله تعالى الى معرفته عند المعاينة أو بعدها فلا جائز ان يكلفه بعد ذلك لكنه لما كان يجوز أن يرد من دون هذا الاضطرار جاز أن يتمنى ذلك وجاز أن يخبر تعالى عن حالهم بما وصفه على وجه التقدير.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية) ما فائدة ذلك. وجوابنا شدة محبته صلى الله عليه وسلم لإيمانهم وقبولهم كان يوجب أن يغتم باعراضهم ويكبر ذلك عليه فبين تعالى أن ذلك ليس في طوقه وهو متعلق باختيارهم فلو فعل ما فعل لم يجد منهم الانقياد ولذلك قال تعالى بعده (ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) والمراد لو شاء أن يلجئهم الى ذلك الفعل لكنه تعالى أراد ايمانهم اختيارا لينتفعوا بالثواب. ثم بين تعالى بقوله (إنما يستجيب الذين يسمعون) من ينتفعون بقبولهم (ثم إليه يرجعون) فيجازيهم على ما فعلوا.
[مسألة]
Страница 129