Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

Ибн Ахмад Ибн Хумайр Сабти d. 614 AH
15

Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

وكتاب الشريف المرتضى ، وكتاب ابن خمير السبتي الذي نقدمه للقارئ الكريم يتقاربان ويدوران في فلك واحد ، عدا ما أضافه الشريف في كتابه من حديث عن الأئمة ، وهو حديث خارج عن موضوع الأنبياء وتنزيهم ، فإذا فصلنا ذلك من كتابه ، اقترب أحد الكتابين من الآخر اقترابا كبيرا.

أما كتاب السيوطي فيتعلق بقضية من قضايا التنزيه ، وهو رسالة صغيرة ألفها نتيجة حادثة (كلام) وقعت بين اثنين ، ورد في شغب أحدهما ذكر اتخاذ الأنبياء عليهم السلام الرعي عملا أو مهنة ، واختلفت الفتوى في ذلك الشغب (الكلام) الذي صدر. فتصدى السيوطي وألف تلك الرسالة قال : «والسبب في تأليفه يعني كتابه أنه وقع أن رجلا خاصم رجلا فوقع بينهما سب كثير ، فقذف أحدهما عرض الآخر ، فنسبه الآخر إلى رعي المعزى ، فقال له ذاك : تنسبني إلى رعي المعزى؟ فقال له والد القائل : الأنبياء رعوا المعزى ، أو : ما من نبي إلا رعى المعزى! وذلك بسوق الغزل بجوار الجامع الطولوني ، بحضرة جمع كبير من العوام ، فترافعوا إلى الحكام ، فبلغ قاضي القضاة المالكي فقال : لو رفع إلي لضربته بالسياط ، قال السيوطي : «فسئلت : ما ذا يلزم الذي ذكر الأنبياء مستدلا بهم في هذا المقام؟».

فأجبت بأن هذا المستدل يعزر تعزير البالغ ، لأن مقام الأنبياء أجل من أن يضرب مثلا لآحاد الناس ، ولم أكن عرفت من هو القائل ذلك فبلغني بعد ذلك أنه الشيخ شمس الدين بن الحمصاني إمام الجامع الطولوني ، وشيخ القراء ، وهو رجل صالح في اعتقادي ، فقلت : مثل هذا الرجل تقال عثرته ، وتغفر زلته ، ولا يعزر لهفوة صدرت منه ، وقال : إن هذا القائل لا ينسب إليه في ذلك عثرة ولا ملام ، وإن ذلك من المباح المطلق : لا ذنب فيه ولا أثام ، واستفتي على ذلك من لم تبلغه واقعة الحال فخرجوه على ما ذكره القاضي عياض في (مذاكرة العلم) لأجل ذكر لفظ الاستدلال في الجواب والسؤال.

Страница 19