Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

Ибн Ахмад Ибн Хумайр Сабти d. 614 AH
115

Очищение пророков от того, что приписывают им отбросы невежд

تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء

وهذا أوسع في عذر موسى عليه السلام ، إذ لم يكن مشروعا له عند ما قتله ، وإن كان قد التزم شريعة يوسف عليه السلام على وجه من الوجوه ، فتخرج له على الوجه المتقدم.

وأما قولكم : إن الله تعالى عاتبه عند المناجاة على قتل القبطي فباطل ، وإنما عدد ربه تعالى عليه في ذلك المقام الكريم نعمه السالفة عليه وآلاءه العميمة في قوله تعالى : ( إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت ) [طه : 20 / 38 39] إلى قوله تعالى : ( واصطنعتك لنفسي ) [طه : 20 / 41] ثم ذكر له من جملتها كيف نجاه من كيد فرعون ، وغم كان في قلبه من أجل طلبه إياه حين فر بنفسه منه.

ولو عاتبه ربه على ذلك لخرج له مخرج ما قدمناه من عتاب الله تعالى لأنبيائه على بعض المباحات ، من غير أن يلحق بهم ذنب ولا عتب.

وأما قوله عليه السلام لفرعون : ( فعلتها إذا وأنا من الضالين ) فيعني به : أنه كان عند ما قتله من الغافلين الغير مكلفين (1)، فكأنه يقول له : فعلتها قبل إلزام التكليف ، وإذ كنت غير مكلف فلا تثريب علي ، فإنه لا يقع الذنب والطاعة إلا بعد ثبوت الأمر والنهي ، والدليل على أن ضلال الأنبياء غفلة لا جهل قوله تعالى لنبينا عليه السلام (2): ( ووجدك ضالا فهدى ) [الضحى : 93 / 7] يعني غافلا عن الشريعة

وقال قوم : ضالا : أي لم تكن تدري القرآن والشرائع فهداك الله إلى القرآن ، وشرائع الإسلام ، وهو معنى قوله تعالى : ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ).

وقال قوم : أي في قوم ضلال ، فهداك إلى إرشادهم.

ورويت وجوه أخرى كثيرة (القرطبي 20 / 96 99).

Страница 125