102

Танвир

التنوير شرح الجامع الصغير

Исследователь

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

Издатель

مكتبة دار السلام

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Место издания

الرياض

Жанры

شرف الوصي وفضله ... وقال تحت حديث رقم (٤١٣٢) "الخوارج كلاب النار": سئل الوصي كرم الله وجهه عنهم هل هم كفار؟. وغيرها من مواضع. وفي مواضع من مؤلفاته الأخرى. وهذا اللفظ من إطلاقات الرافضة، حيث يزعمون أن النبي ﷺ وصَّى بالخلافة لعلي بن أبي طالب ﵁، يُفهم من هذه الإطلاقات أنه يذهب مذهب الشيعة الإمامية والزيدية في إثبات وصية النبي ﷺ (بالخلافة) لعلي ﵁ وقد وضع الشيعة أحاديث في هذا الأمر، وقد أشار الشوكاني أن أحاديث وصايا علي بن أبي طالب كلها موضوعة. وهذا الغلو في علي بن أبي طالب ﵁ يعد مصداقًا لما جاء في كتاب السنة لابن أبي عاصم حيث أخرج من طريق علي بن أبي طالب ﵁ أنه قال: "ليحبني قوم حتى يدخلوا النار فيّ، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي". قال الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني ﵀: وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إن إطلاق لقب (وصي) على من يخلف رسول الله ﵌ في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين، فمن المعلوم أن أبا بكر الصديق ﵁ هو الذي تولى أمور المسلمين بعد رسول الله ﵌، ولم ينقل عن أحد منهم أنه أطلق عليه لقب (وصي رسول الله) حتى من الذين قالوا بالنص على خلافته، ثم أتى بعده عمر بن الخطاب ﵁، وقد كان أوصى إليه أبو بكر بالخلافة قبل وفاته، ومع هذا لم يطلق عليه لقب (وصي) بل كان يطلق عليه (خليفة خليفة رسول الله) ثم أطلق عليه فيما بعد لقب (أمير المؤمنين) وذلك للاختصار، ثم أطلق هذا اللقب على عثمان ﵁ ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب (وصي) على أحد من الخلفاء الثلاثة، إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس، عندما أحدث القول بالوصية، وزعم أن عليا وصي رسول الله ﵌. وكان ذلك في زمن عثمان بن

1 / 107