Освещение Микбаса
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Издатель
دار الكتب العلمية
Место издания
لبنان
كَيفَ بسط الظل بعد طُلُوع الْفجْر وَقبل طُلُوع الشَّمْس من الْمشرق إِلَى الْمغرب ﴿وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾ لتَركه دَائِما يَعْنِي الظل لَا شمس مَعَه ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْس عَلَيْهِ﴾ على الظل ﴿دَلِيلًا﴾ حَيْثُمَا تكون الشَّمْس يكون الظل قبل ذَلِك وَيُقَال دَلِيلا تتلوه
﴿ثُمَّ قَبَضْنَاهُ﴾ يَعْنِي الظل ﴿إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾ هينًا وَيُقَال خفِيا
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْل لِبَاسًا﴾ ملبسًا يلبس كل شَيْء فِيهِ ﴿وَالنَّوْم سُبَاتًا﴾ استراحة لأبدانكم ﴿وَجَعَلَ النَّهَار نُشُورًا﴾ مطلبًا لمعايشكم
﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاح بُشْرًَا﴾ طيبا ﴿بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ قُدَّام الْمَطَر ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السمآء مَآءً طَهُورًا﴾ يطهر وَلَا يطهر
﴿لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا﴾ مَكَانا لَا نَبَات فِيهِ ﴿وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَامًا﴾ بهائم ﴿وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾ خلقنَا كثيرا من النَّاس
﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾ يَعْنِي الْمَطَر قسمنا عَاما بعد عَام ﴿لِيَذَّكَّرُواْ﴾ لكَي يتعظوا بذلك ﴿فَأبى أَكثر النَّاس إَلاَّ كُفُورًا﴾ لم يقبلُوا واستقاموا على الْكفْر بِاللَّه وبنعمته
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ﴾ إِلَى كل أهل قَرْيَة ﴿نَّذِيرًا﴾ رَسُولا مخوفا وَلَكِن جعلناك كَافَّة للنَّاس رَسُولا لكَي يكون الثَّوَاب والكرامة كِلَاهُمَا لَك
﴿فَلاَ تُطِعِ الْكَافرين﴾ أَبَا جهل وَأَصْحَابه بِمَا يأمرونك ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿جِهَادًا كَبيرًا﴾ بِالسَّيْفِ
﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرين﴾ أرسل الْبَحْرين ﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ﴾ حُلْو طيب ﴿وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾ مر مالح زعاق ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا﴾ بَين المالح وَالطّيب ﴿بَرْزَخًا﴾ حاجزًا ﴿وَحِجْرًا مَّحْجُورًا﴾ حَرَامًا محرما من أَن يُغير أَحدهمَا طعم صَاحبه
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المآء﴾ من مَاء الذّكر وَالْأُنْثَى ﴿بَشَرًا﴾ خلقا كثيرا ﴿فَجَعَلَهُ نَسَبًا﴾ مَالا يحل تَزْوِيجه من الْقَرَابَة ﴿وَصِهْرًا﴾ مَا يحل التَّزْوِيج من الْقَرَابَة وَغَيرهَا ﴿وَكَانَ رَبُّكَ﴾ بِمَا خلق من الْحَلَال وَالْحرَام ﴿قَدِيرًا﴾
﴿وَيَعْبُدُونَ﴾ كفار مَكَّة ﴿مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُهُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عِبَادَته وطاعته ﴿وَلاَ يَضُرُّهُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَعْصِيَته وَترك عِبَادَته ﴿وَكَانَ الْكَافِر﴾ أَبُو جهل ﴿على رَبِّهِ ظَهِيرًا﴾ خَارِجا وَيُقَال عونًا للْكَافِرِينَ على ربه بالْكفْر
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿إِلاَّ مُبَشِّرًا﴾ بِالْجنَّةِ ﴿وَنَذِيرًا﴾ من النَّار
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ من جعل وَلَا رزق ﴿إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾ طَرِيقا بِالْإِيمَان وَيُقَال إِلَّا من شَاءَ أَن يوحد ويتخذ بذلك التَّوْحِيد إِلَى ربه سَبِيلا مرجعا فيحدثوا بِهِ
﴿وَتَوَكَّلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿عَلَى الْحَيّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ﴾ وَلَا تتوكل على الْأَحْيَاء الَّذين يموتون مثل أبي طَالب وَخَدِيجَة وَلَا على الْأَمْوَات الَّذين لَا حَرَكَة لَهُم ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ صل بأَمْره ﴿وَكفى بِهِ﴾ بِاللَّه ﴿بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ عَالما
﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ من أَيَّام أول الدُّنْيَا طول كل يَوْم ألف سنة مِمَّا تَعدونَ أول يَوْم مِنْهَا يَوْم الْأَحَد وَآخر يَوْم مِنْهَا يَوْم الْجُمُعَة ﴿ثُمَّ اسْتَوَى﴾ اسْتَقر ﴿عَلَى الْعَرْش﴾ وَيُقَال امْتَلَأَ بِهِ الْعَرْش ﴿الرَّحْمَن﴾ مقدم ومؤخر يَقُول اسْتَوَى الرَّحْمَن على الْعَرْش
1 / 304