263

Освещение Микбаса

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Издатель

دار الكتب العلمية

Место издания

لبنان

﴿فَرَجَعَ﴾ فَلَمَّا رَجَعَ ﴿مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ﴾ مَعَ السّبْعين سمع صَوت الْفِتْنَة فَصَارَ ﴿غَضْبَانَ أَسِفًا﴾ حَزينًا ﴿قَالَ يَا قوم أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا﴾ صدقا ﴿أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْد﴾ أفتجاوزت عَنْكُم الْمدَّة ﴿أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ﴾ يجب عَلَيْكُم ﴿غَضَبٌ﴾ سخط وَعَذَاب ﴿مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي﴾ فخالفتم
﴿قَالُواْ﴾ يَا مُوسَى ﴿مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ﴾ مَا خَالَفنَا وَعدك ﴿بِمَلْكِنَا﴾ بعلمنا متعمدين ﴿وَلَكنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَارًا﴾ إجرامًا ﴿مِّن زِينَةِ الْقَوْم﴾ من حلي آل فِرْعَوْن فشؤم ذَلِك حملنَا على عبَادَة الْعجل ﴿فَقَذَفْنَاهَا﴾ فطرحنا الْحلِيّ فِي النَّار ﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السامري﴾ كَمَا ألقينا
﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ﴾ فصاغ لَهُم السامري من الذَّهَب الَّذِي ألقوا فِي النَّار ﴿عِجْلًا جَسَدًا﴾ مجسدًا صَغِيرا بِلَا روح ﴿لَّهُ خُوَارٌ﴾ صَوت ﴿فَقَالُواْ﴾ أى شىء هَذَا قَالَ لَهُم االسامرى ﴿هَذَا إِلَهكُم وإله مُوسَى فَنَسِيَ﴾ فَترك السامري طَاعَة الله وَأمره وَيُقَال قَالَ السامري ترك مُوسَى الطَّرِيق وَأَخْطَأ فَقَالَ الله
﴿أَفَلاَ يَرَوْنَ﴾ يَعْنِي السامري وَأَصْحَابه ﴿أَلاَّ يَرْجِعُ﴾ أَن لَا يرد ﴿إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ جَوَابا يَعْنِي الْعجل ﴿وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ﴾ لَا يقدر لَهُم ﴿ضَرًّا﴾ دفع الضَّرَر ﴿وَلاَ نَفْعًا﴾ وَلَا جر النَّفْع
﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ﴾ من قبل مجىء مُوسَى ﵇ ﴿يَا قوم إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ﴾ ابتليتم بالخوار وَعبادَة الْعجل وَيُقَال أضللتم أَنفسكُم بِعبَادة الْعجل ﴿وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَن فَاتبعُوني﴾ فِي دينه ﴿وَأَطيعُوا أَمْرِي﴾ قولي ووصيتى
﴿قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ﴾ لن نزال على عبَادَة الْعجل ﴿عَاكِفِينَ﴾ مقيمين ﴿حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى
﴿قَالَ﴾ لهارون ﴿يَا هَارُون مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضلوا﴾ الطَّرِيق
﴿أَلاَّ تَتَّبِعَنِ﴾ لم لَا تتبع وصيتي وَلم تناجزهم الْقِتَال ﴿أَفَعَصَيْتَ﴾ أفتركت ﴿أَمْرِي﴾ وصيتي
﴿قَالَ﴾ هَارُون لمُوسَى ﴿يَا ابْن أم﴾ ذكر أمه لكَي يرفق بِهِ ويترحم عَلَيْهِ ﴿لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي﴾ وَلَا بِشعر رَأْسِي ﴿إِنِّي خَشِيتُ﴾ خفت ﴿أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بني إِسْرَآئِيلَ﴾ بِالْقَتْلِ ﴿وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ لم تنْتَظر قدومي فَمن ذَلِك تركت الْقِتَال مَعَهم ثمَّ رَجَعَ مُوسَى إِلَى السامري
﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ﴾ فَمَا الَّذِي حملك على عبَادَة الْعجل ﴿يَا سامري﴾
﴿قَالَ﴾ السامري ﴿بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ﴾ أى رَأَيْت مالم ير بَنو إِسْرَائِيل قَالَ لَهُ مُوسَى وَمَا رَأَيْت دونهم قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل على فرس بلقاء أُنْثَى وَهِي دَابَّة الْحَيَاة ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُول﴾ من تُرَاب حافر فرس جِبْرِيل ﴿فَنَبَذْتُهَا﴾ فطرحتها فِي فَم الْعجل وَدبره فخار ﴿وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ﴾ زينت ﴿لِي نَفْسِي﴾
﴿قَالَ﴾ لَهُ مُوسَى ﴿فَاذْهَبْ﴾ يَا سامري ﴿فَإِنَّ لَك فِي الْحَيَاة﴾ مَا حيييت ﴿أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ﴾ لَا تخالط أحدا وَلَا يخالطك ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا﴾ أََجَلًا يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَّن تُخْلَفَهُ﴾ لن تجاوزه ﴿وَانْظُر إِلَى إلهك الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا﴾

1 / 265