156

Освещение умов

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

Жанры

وكم من قطة و كم كلب لهما أفعال سيئة ، و على النوادر يكون من أحدهما أخلاق حسنة و أفعال مستحسنة ، إذا حكى عنهما صاحبهما يتعجب السامعون من نباهتهما ، و في كلب الصيد ، و طائر كلب الصيد ما يدل على ما ذكرناه كل حيوان ألهمه الله بما شاء الله أن يعرفه ذلك الحيوان ، و ما لم يلهمه معرفته لم يعلمه مثل الحيوان الآنسة بالناس التي هي لتذبح و تؤكل لم تدر بتربية الناس لها أن المراد بها للذبح [125/ب] ، و عرفت الحيوانات المتوعرة عن الناس أن هذا النوع يريد هلاكها ، و عرفت الموت و خافته ، و تلك عرفت الموت و لم تخف من الإنس لحسن ظنها بهم ، و لا تحقر [حظ] (¬1) هذه الحكايات ، و لا الفكر في الحيوانات ، فإن فيها [117/ج] هداية عظيمة من الشريعة تهديك إلى الحق المبين[66/أ] ؛ لأنك تدري أن جميع النفوس من أنس و جن و حيوان لم يخلقها الله خبيثة بل خلقها طيبة ، و لكن جعلها قابلة لأن توضع فيها الأخلاق [الحسنة ، و قابلة لأن توضع فيها الأخلاق] (¬2) السيئة .

فهي كالأواني الطاهرة بين يدي الإنسان ، و أحضر معه ماء الورد و العنبر و المسك إلى غير ذلك من الطيبات ، و أحضر خبث الناس ، و جعل له الاستطاعة في وضع أي شيء أراد في تلك الأواني ، فمنهم من وضع خبثه في أوانيه باختياره و مخالفة لما يراه أحسن في عقله طلبا لإظهار الخبث منه ، ومنهم من وضع الطيب في أوانيه طلبا للخير ، و كل منهم يستطيع أن يفعل ما شاء من ذلك بمدد الله له في الاستطاعة ، هكذا جميع النفوس على الإطلاق .

¬__________

(¬1) سقط في ب.

(¬2) سقط في ب.

Страница 157