Освещение умов
تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟
Жанры
و في الحقيقة أن القول بالقرآن أنه هو النظم المعجز فصحة ذلك بالقرآن ، و من اعتقده كذلك و قال أنه مخلوق ، فلا يجوز إلا إنه محق و مصيب فيما عناه ، و لا يجوز الاختلاف في ذلك على هذا الاعتقاد ؛ لأن الله سمى هذا النظم الكلامي الحرفي [111/ج] هو القرآن ، فكيف يجوز أن يكون غير مصيب من اعتقده كما سماه الله تعالى .
ومن قال أن هذا الكلام العربي الحرفي النظمي الذي سماه الله بالقرآن ، ولم يقصد به غير ذلك أنه ليس بقرآن و لا هو كلام الله ، و المعنى أنه كلامه منسوب إليه ؛ لأنه هو الذي خلقه بنفسه من غير واسطة مخلوق ، فهو كافر ، و من قال أنه غير مخلوق فهو كافر إذا كان مراده كلامه العربي[119/ب] و نظمه و تأليفه ، و هالك بالدينونة في الحكم بهلاكه ، ومن قال أن ذاته غير هذا اللفظ بل ذاته هو [63/أ]نفسي ، أي كلام ذات الله ، فهو قول بالظن، ولا يمكنه تحقيقه ، و لا شاهد له على صحته تنزيل و لا سنة و الإجماع فيه إذ لا ينعقد فيما هو من علم الغيب ؛ لأن الحق فيه لا بد و أن يكون في واحد ، و لا يمكن أن يطلع عليه مخلوق ، إلا أن يصح عن النبي - صلى الله عليه و سلم -، أنه قال بحكم من أحد الحكمين ، ووقع الإجماع من الصحابة على صحة الرواية ، وأما بغير هذا الوجه فلا .
فصح أن الاختلاف في حقيقة القرآن أنه كلام نفسي [أو غير نفسي] (¬1) ليس هو اختلاف في صفة ذات الله تعالى ، و الله موصوف أنه لم يزل متكلما ، و صفات قوى الإنسان لا ترى و لا تسمع فإن القوة الباطشة في يد الإنسان لا ترى ، و لا يمكن ظهورها حتى ترى فإذا بطشت عرفت صفاتها بفعلها في قوتها و ضعفها ، و القوة الناطقة [المكلمة] (¬2) في العقل لا ترى و لا تسمع [112/ج] و لا يعرف ما تعرف من الفصاحة و البلاغة ، و البلادة و الفهامة ، فإذا ألفت شعرا أو كلاما نظميا أو شعرا أو أمرت اللسان أن تلفظ به حروفا عرفت قوتها و ضعفها .
¬__________
(¬1) سقط في ب.
(¬2) في ب المتكلمة.
Страница 151