146

Освещение умов

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

Жанры

و انظر ] (¬1) إلى نبي الله سليمان بن داود - عليه السلام- لما تفقد الطير، [ فلم ينظر] (¬2) الهدهد [ فيهن] (¬3) ، فغضب النبي عليه السلام ، و قال" لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه " (¬4) ، انظر أن مع حلم النبي - عليه السلام - يغضب على طير غاب عنه أياما هذا الغضب و لا يحلم ، ولو كان حسن أخلاق في أقل إنسان لعفا لمثل هذه الزلة ؛ لأنه لم يفعل ضررا في شيء ، بل حلم النبي أعظم من حلم كل ملك و سلطان و أمير و إمام فاضل حليم ، و لكن ذلك من الطير خلاف لما ألزمه الله تعالى أداؤه ، و متى خالف الله فيما أمره و تعبده بفعله ، وجب عليه العقاب على النبي سليمان - عليه السلام - ، و ليس له أن يترك ما وجب عليه ، و الطير بخلافه لما تعبده الله عاص [لله تعالى] (¬5) عليه العقاب بمعصية الله تعالى ، و الطير عالم بجميع ذلك ، "فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين (22) إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم (23) وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون" (¬6) .

فانظر إليه أنه عرف الشيطان ، و عرف أنه يزين للناس أعمالهم ، و يصدهم عن طريق الرشد و الصلاح عن طاعة الله تعالى ، إلى الضلال المبين ، فتدرى أن كل نفس ألهمها ما يسر و ما يضر ، فإن [115/ب] الكل على طاعة الله تعالى إلا الإنسان و الجن فمنهم طائع لمولاه ، و منهم العاصي نعماه ، كما قال الله تعالى فذكر الكل أنه لله طائع و ذكر الإنسان .

¬__________

(¬1) سقط في ب .

(¬2) سقط في ب .

(¬3) سقط في ب .

(¬4) سورة النمل:21.

(¬5) سقط في ب .

(¬6) سورة النمل:22و23و24.

Страница 147