شفقة ونصحًا واحتياطًا، فتطيب نفسه لطيب أخباره، وحسن حاله أو ليرفده إن كان في أمره خلل بنصح واحتياط ومعونة، والتجسس أن تفتش عن أخبار مغطية مكروهة أن تعلم بها فتستخرجها بفتشك لهتك الستور، والكشف عن العورات والمساوئ.
قال: وبلغنا عن عبد الله بن المبارك أنه قال لعلي والد سهيل بن علي: أراض أنت عن سهيل؟ فقال سهيل: أليس الله قد نهاك عن التجسس؟ فتصاغرت إلى عبد الله نفسه.
وكل أمر إذا فتشت عنه ثقل على صاحبك مطالعتك إياه، وأساءه منك فذاك تجسس، انتهى.
وروى الترمذي وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر – ﵄ – قال: صعد رسول الله ﷺ المنبر فنادى بصوت رفيع فقال «يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله».
وروياه أيضًا عن معاوية – ﵁ – قال سمعت رسول الله ﷺ يقول «إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم».
وروى أبو داود عن جماعة منهم أبو أمامة – ﵁ – عن النبي ﷺ قال: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم».
اعلم أن التجسس حرام، فليس للإنسان أن يسترق السمع على دار غيره ليسمع أصوات الملاهي، ولا أن يستنشق ليدرك رائحة الخمر، ولا أن يمس ما
1 / 46