115

Танбих ат-Жатшан

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

Жанры

والدليل على هذا : أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، قال : سمعت هشام بن حكيم(¬4)يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأها عليه ، فأتيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له يا رسول الله : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأتنيها ، فقال له - عليه السلام - : اقرأ ، فقرأ كما سمعته ، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت ، فقال لي : اقرأ فقرأت ، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت . (( إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ))(¬5)، وفي لفظ آخر : ))نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف فاقرءوا كيف شئتم))(¬1). فلا يجوز لأحد أن يقرأ بما يخالف المرسوم في مصحف عثمان - رضي الله عنه -

وأما القراءة باللغات الموافقة للمرسوم في مصحف عثمان ، فهي جائزة لثبوت صحتها بنقل العدول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما هو المعروف عند القراء(¬2)السبعة الناقلين عن الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين(¬3).

وهاهنا عشرون سؤالا :

أحدها ما فعل عثمان - رضي الله عنه - بالصحائف حين نسخ منها المصاحف؟

فقيل : ردها إلى حفصة ، وقيل : بل خرقها ، أي مزقها وشققها ، قطعا لمادة الخلاف ، وهذا القول هو المشهور(¬4)، وعليه الجمهور .

قال أبو عمرو في المنبهة(¬5):

وشققوا الصحف والمصاحفا بعد وما مرسومه قد خالفا

السؤال الثاني : ما عدد النسخ التي جمع(¬6)فيها عثمان القرآن؟

ففيه قولان(¬7): - قيل أربع نسخ ، - قيل سبع نسخ .

والمشهور الذي عليه الجمهور أربع نسخ : إحداها إلى المدينة ، وأخرى إلى البصرة وأخرى إلى الكوفة ، وأخرى إلى الشام .

ومن قال هي سبع نسخ ، قال الخامسة إلى اليمن ، والسادسة إلى البحرين ، والسابعة إلى مكة .

وقد أشار أبو القاسم الشاطبي في العقيلة إلى هذين القولين ، فقال(¬8):

Страница 175