Танбих ат-Жатшан
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Жанры
وأما حاله مع النبي - صلى الله عليه وسلم - : فاعلم أن مسيلمة الكذاب - لعنه الله - أحد الكذابين اللذين ادعيا النبوءة في زمان النبي - عليه السلام - : أحدهما : كذاب صنعاء(¬1)، والآخر كذاب اليمامة . فكذاب صنعاء : وهو الأسود بن كعب العنسي(¬2)كان يزعم أن ملكين يكلمانه . أحدهما : شهيق والآخر شريف . قال بعض العلماء : هذان الكذابان هما المراد بقوله تعالى : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال ?وحي إلي ولم يوح إليه شيء } ، وقوله تعالى : { سأنزل مثل ما أنزل الله }(¬3)[ المراد به عبد الله بن أبي سراح(¬4) المرتد ، وسبب ارتداده : أنه كان يكتب الوحي للنبي - عليه السلام - ، فلما نزل قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من سللة من طين }(¬1)، فكتبها إلى قوله : { ثم أنشأناه خلقا ءاخر } ، فقال : "تبارك الله أحسن الخالقين" قبل أن يأمره النبي بكتابتها ، فقال له النبي - عليه السلام - : اكتبها ، فكذلك أنزلت ، فارتد ولحق بالكفار ، وقال : سأنزل مثل ما أنزل الله ، والعياذ بالله - تعالى - من الشرك والنفاق بمنه وفضله ](¬2).
وقد ذكر النبي - عليه السلام - هذين الكذابين - أيضا - [ أعني مسيلمة الكذاب والأسود العنسي ](¬3)، فقال : (( رأيت في المنام أن في يدي سوارين من ذهب فأهمني ذلك فأوحى(¬4)إلي أن أنفخهما ، فنفختهما فطارا فتأولتهما بالكذابين اللذين أنا بينهما كذاب صنعاء وكذاب اليمامة ))(¬5).
Страница 160