Танбих аль-Хаджид ила ма вака мин ан-назар фи кутуб аль-Амаджид
تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد
Издатель
المحجة
Жанры
شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ ... "
إلى أن قال عمر: " فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ. . . الحديث ".
قُلْتُ: فأنت تري فى هذا الحديث أن من الصحابة من كان يعتقد أن استيلاء غسَّان على المدينة أهون من تطليق النبى ﷺ نساءه مع أن الطلاق مباح، بل جلس بعضهم يبكى حول المنبر لتكدُّر خاطره ﷺ مع أنه لو طلقت بنت أحدهم لما بكى، فإذا كان الأمر كذلك، فكيف إذا اتهمت زوجة نبيهم ﷺ بالزنى؟!
وهذا يدلك على ما كان الصحابة عليه من مراعاة النبي ﷺ إلى الغاية القصوى.
فإذا نظرتَ الى ما حدث فى الإفك من رَمْى العفيفة المؤمنة أمِّ المؤمنين، حبيبة رسول الله ﷺ وآثر نسائه عنده بهذه الداهية الدهياء، والفاقرة العظيمة، علمت ما حلَّ بالمجتمع المسلم كلِّه من البلاء العظيم والخطب الفادح، حتى أن النبى ﷺ كرُب له، وطفق يستشير خاصته فى أمر عائشة بعد أن استلبث الوحى فسأل أسامة بن زيد فأشار على النبى ﷺ بالذى يعلم من براءة عائشة وقال: يا رسول الله! أهلُك، وما نعلمُ إلا خيرًا، وأما على بن أبى طالب فقال: يا رسول الله! لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك. فدعا رسول الله ﷺ بريرة، فقال: أى بريرةُ! هل رأيت من شىء يريبُك؟ قالت بريرة: لا والذى بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرًا
1 / 21