.. من يخنك الصفاء أَو يتبدل ... أَو يزل مِثْلَمَا تَزُول الظلال
فأعلمن أنني أَخُوك أَخُو الود ... حَياتِي حَتَّى تَزُول الْجبَال
أصبح الدّين قد تبدل ... بالحي وُجُوهًا كَأَنَّهَا الاقتال ... غيرما طَالِبين ذحلا وَلَكِن ... مالدهر على أنَاس فمالوا
كل شَيْء يحتال فِيهِ رجال ... ٥ غير أَن لَيْسَ فِي المناي احتيال
١٧ - ذكرمقدم سعيد بن الْعَاصِ الْكُوفَة
عَن مُحَمَّد وَطَلْحَة بإسنادهما قَالَا قدم سعيد بن الْعَاصِ الْكُوفَة فِي سنة سبع من إِمَارَة عُثْمَان رض = وَكَانَ عمومتة ذَوي بلَاء فِي الْإِسْلَام وسابقة حَسَنَة وَقدمه مَعَ النَّبِي وَلم يمت عمر رض = حَتَّى كَانَ سعيد من رجال النَّاس فَقدم سعيد الْكُوفَة فِي إِمَارَة عُثْمَان رض = أَمِير وَخرج مَعَه من مَكَّة أَو الْمَدِينَة الأشتر وَأَبُو خَيْثَمَة الْغِفَارِيّ وجندب بن عبد الله وَابْن مُصعب بن جثامة وَكَانُوا فِيمَن شخص مَعَ الْوَلِيد يعينون عَلَيْهِ فَرَجَعُوا مَعَ هَذَا فَصَعدَ سعيد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ وَالله لقد بعثت وَإِنِّي لكاره وَلَكِنِّي لم أجد بدا إِذْ أمرت أَن أئتمر إِلَّا أَن الفتنه قد أطلعت خطمها وعينيها وَوَاللَّه لَأَضرِبَن وَجههَا حَتَّى أقمعها أَو تعييني وَإِنِّي لرأئد نَفسِي الْيَوْم وَنزل فَسَأَلَ عَن أهل الكوفه فأقيم على حَال أَهلهَا فَكتب إِلَى عُثْمَان رض = بِالَّذِي أنْتَهى إِلَيْهِ أَن أهل الْكُوفَة قد أَضْطَرِب أَمرهم وَغلب أهل الشّرف فيهم والبيوتات والسابقة والقدمة وَالْغَالِب على تِلْكَ الْبِلَاد ردفت وأعراب لحقت فلووا حق طاعتنا حَتَّى مَا ينظر إِلَى ذِي شرف وَلَا بلَاء من نازلتها فَكتب إِلَيْهَا عُثْمَان رض = أما بعد ففضل آهل السَّابِقَة والقدمة مِمَّن فتح الله عَلَيْهِ تِلْكَ الْبِلَاد وَليكن من نزلها بسببهم تبعا لَهُم الا أَن يَكُونُوا تثاقلوا عَن الْحق وَتركُوا الْقيام بِهِ وَقَامَ بِهِ هَؤُلَاءِ واحفظ
1 / 59