Введение в историю исламской философии
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Жанры
في كل شهر؛ فإنها مذيبة للبلغم مهلكة للمرة منبته للحم، وإذا تغدى أحدكم فلينم على إثر غدائه، وإذا تعشى فليخط أربعين خطوة.»
ومن حكماء العرب أكثم بن صيفي بن رباح، وكان حكما من حكام تميم، فصيحا عالما بالأنساب، وأدرك أوائل الإسلام، ومن حكمه: مقتل الرجل بين فكيه، ويل لعالم أمر من جاهله. وذكر الآلوسي من حكم أكثم بن صيفي: إن قول الحق لم يدع لي صديقا، يتشابه الأمر إذا أقبل، وإذا أدبر عرفه الكيس والأحمق، لا تغضوا عن اليسير فإنه يجني الكثير، حيلة من لا حيلة له الصبر.
وقال الآلوسي في أكثم بن صيفي: «وكان من حديثه أنه لما ظهر النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بمكة ودعا إلى الإسلام بعث أكثم ابنه حبيشا، فأتاه بخبره فجمع بني تميم وقال: يا بني تميم، لا تحضروني سفيها فإنه من يسمع
21
يخل، إن السفيه يوهن من فوقه، ويثبت من دونه، لا خير فيمن لا عقل له، كبرت سني ودخلتني ذلة، فإذا رأيتم مني حسنا فاقبلوه، وإن رأيتم مني غير ذلك فقوموني أستقم، إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة، وأتاني بخبره، وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ فيه بمحاسن الأخلاق، ويدعو إلى توحيد الله - تعالى - وخلع الأوثان وترك الحلف بالنيران، وقد حلف (عرف) ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه، وأن الرأي ترك ما ينهى عنه، إن أحق الناس بمعونة محمد ومساعدته على أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو لكم دون الناس، وإن يكن باطلا كنتم أحق الناس بالكف عنه والستر عليه، وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته، وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبله وسمى ابنه محمدا، فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا آخرا، ائتوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين.
إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا كان في أخلاق الناس حسنا، أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم أشياء لا تنزع منكم أبدا، وأصبحتم أعز حي في العرب وأكثرهم عددا وأوسعهم دارا؛ فإني أرى أمرا لا يجتنبه عزيز إلا ذل، ولا يلزمه ذليل إلا عز، إن الأول لم يدع للآخر شيئا، وهذا أمر له ما بعده، ومن سبق إليه غمر المعالي واقتدى به التالي، والعزيمة حزم والاختلاف عجز.
فقال مالك بن نويرة: قد خرف شيخكم، فقال أكثم: ويل للشجي
22
من الخلي، ولهفي على أمر لم أشهده، ولم يسبقني؛ فذهب مثلا.»
23
Неизвестная страница