============================================================
التمهيد لفى أصول الدين الله تعالى اولى أن يكون الأمر كذلك. والذى يؤيد هذا أن تحمل المنة من .
الله تعالى لو كان يوجب تتقيص النعم لما من الله تعالى علسى عبساده بالهداية لما فيه من تتقيص النعم، وهدم الصنيعة - أى الإحسان - وكانت نعمة الهداية منقصة على الناس حيث من الله تعالى بقوله: (بل الله يمن عليكم أن هذاكم للايمان) [الحجرات: 17] .
وفى الجملة هذا كلام لا يستجيز من عرف الله أن يخطر بباله فضلا عن التكلم به، غير أن من دأب المعتزلة أنهم لا يبالون عن التمسك بما فيه الانسلاخ عن الدين، وإبطال المعارف، وجحد الحقائق عند رجائهم الوصول به إلى ترويج أباطيلهم عصمنا الله تعالى عن ذلك على أن كثيرا من الأطفال النين تألموا فى صغزهم ماتوا على الكفر، ولا ينالون العوض فى الآخرة، وكان الله تعالى عالما بعواقب أمورهم، فكان بايلام من علم منه أنه لا ينال العوض فى الآخرة ظالما، على أن ما كان ظلما، بغير عوض ينعقد ظلما إلى أن يرضى من له الحق بالعوض، فيكون الله تعالى بالإسلام ظالما إلى أن يزول اثر ذلك الظلم بإيصال العوض، ورضا من له العوض بكونه عوضا، وفيه تحقيق الظلم من الله تعالى، وهو كفر، وبالله العصمة والنجاة عن كل ضلللة.
ولأهل الحق الآيات التى ذكرناها فى مسألة الإرادة واللهدى والإضلال؛ إذ فى بعضها فعل ما ليس بأصلح، وفى بعضها الامتتاع عما فيه الأصلح، وجميع ما ذكرنا من الدلائل فى مسألة خلق الأفعال ثابتة ههنا؛ إذ هى عين تلك المسألة؛ لأنه لما كان خالقا للكفر والمعاصى،
Страница 129