============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل وأما شبههم السمعية فأربع: الأولى تمسكهم بسؤال موسى عليه السلام الرؤية في قوله تعالى حكاية عنه: (رب أرني أنظر إليك) قالوا: فلو كانت مستحيلة لما سألها، ولما جاز أن يطلبها، كما لا يجوز أن نسأله عن الصاحبة والولد، فلما سألها علمنا أنها جائزة غير مستحيلة.
والجواب عن هذا السؤال من أوجه ثلاثة: الأول أنا لا نسلم أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل رؤية الله تعالى، ولم لا يجوز أن يكون المراد من قوله: (أرني أنظر إليك). أي أرني آية أعلمك بها علما ضروريا، وهذا تأويل أبي الهذيل وأبي القاسم، وفيه نظر من وجوه: أما أولا فلو كان قوله: (أرني أنظر إليك) معناه أنظر إلى آية من آياتك لكان قوله مجيبا (لن تراني) لن ترى آية من آياتي، حتى تحصل المطابقة، فحينئذ يلزم وقوع الخلف في كلام الله تعالى، فمعلوم أنه قدرأى أعظم الآيات حيث جعل الجبل دكا.
وأما ثانيا فهو آن موسى عليه الصلاة والسلام قد وقف على آيات الله تعالى الباهرة نحو قلب العصاحية وفلق البحر وتفجير الماء من الحجر وإخراج اليد البيضاء، فطلب الآية بعد ظهور هذه الآيات معيب لا يليق بالأنبياء.
وأما ثالثا فهو أن موسى قد كان عرف الله تعالى وجعل يناجيه، ولا يليق بالعاقل أن يقول لمن يناجيه عرفني نفسك فضلا عن الأنبياء وهم أكمل الناس عقولا وأعرفهم بالله تعالى.
الجواب الثاني أنا نسلم أنه عليه الصلاة والسلام سأل الرؤية، ولكن لا نسلم أنه سألها لنفسه وإنما سألها لقومه، وبيانه أن قوم موسى كانوا يطلبون منه أن يريهم ربه، كما حكى الله
Страница 312