292

============================================================

النسهيد شح معالمر العدل والترحيل من رؤيته حصل ما نريده من وجوب رؤيته تعالى في كل وقت وفي كل حال، وبطلانه معلوم بالضرورة.

السؤال الثاني سلمنا أنها موانع فما أنكرتم أن يكون المانع من رؤيتنا له تعالى هو عدم المقابلة لأن المقابلة في حقه تعالى محال، واستحالة الشرط أقوى في المنع عن رؤيته من صحته وانتفائه، وإذا صح كون المقابلة شرطا في رؤيتنا وهي ممتنعة في حقه أمكنكم القطع على استحالة رؤيتنا له ولم يمكنكم القطع على استحالة كونه مرئيا في نفسه وأنه يرى نفسه.

اال وجوابه أن الشرط هو ما توقف عليه تأثير المؤثر، وما لا يعقل ولا يمكن تصوره استحال جعله شرطا، فإذا استحال تحقق المقابلة في حقه تعالى استحال جعلها شرطا في رؤيته، وإذا استحال جعلها شرطا في حقه كان امتناع رؤيتنا له الآن لاستحالة رؤيته في نفسه لا لاستحالة الشرط: السؤال الثالث إذا كانت المقابلة معتبرة في رؤية الأجسام وما يحلها كالألوان حتى وقفت صحة رؤيتها عليها واستحالت رؤيتها مع عدمها، فهل وجب اعتبارها فيها لأنها صحيحة في حقها أو لأنها شرط في صحة رؤيتها. والأول باطل؛ لأن كون الشيء صحيحا لا يجعله شرطا في غيره، فإذا بطل اعتبارها في حقها لصحتها عليها لم يبق إلا أنه إنما وجب اعتبارها لأنها شرطا في صحة رؤيتها، فيجب أن تكون شرطا في كل رائي بحاسة، فإذا استحالت في حق الله تعالى استحال كوننا رائين له، لا أنه ليس بمرئي في نفسه ولا أنه يرى ذاته.

ل وجوابه أنا نسلم أن كون الشيء صحيحا لا يجعله شرطا، ولكن نقول: من حق الشرط أن يكون مسبوقا بالصحة وأن يكون ممكنا في نفسه متصور الحصول، فأما إذا كان مستحيلا استحال جعله شرطا، فلهذا أبطلنا كون المقابلة في حق الله تعالى شرطا لما استحالت في

Страница 292