============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل كانت جائزة كان لا بد لها من مؤثر، وذلك المؤثر إما أن يكون هو الله تعالى أو غيره، ويعود التقسيم الأول، فثبت بهذه الوجوه استحالة كونه تعالى جسما.
المسلك الثاني لو كان تعالى جسما لكان مركبا، ولو كان مركبا لكان وجود المركب متوقفا على وجود كل واحد من مفرداته، وما كان كذلك كان ممكنا لذاته، لكنه تعالى يستحيل أن يكون ممكنا لذاته، فبطل أن يكون جسما.
وانما قلنا إنه تعالى لو كان جسما لكان مركبا؛ فلأن معقول الجسم هو المختص بهذه الامتدادات الثلاث، أعني الطول والعرض والعمق، وإنما قلنا إنه لو كان مركبا لكان ل وجود المركب متوقفا على كل واحد من مفرداته؛ فلأن حقيقة المركب هو الذي يلتئم من جموع أجزاء، فحصول مركب من دون مفرداته محال، وإنما قلنا إن ما كان كذلك فهو ممكن لذاته؛ فلأنا لا نعني بالممكن إلا ما كان محتاجا إلى غيره، لولا ذلك الغير لم يكن موجودا، وهذا حاصل في المركب مع مفرداته؛ فإنه لا يمكن وجود المركب من دون مفرداته. وإنما قلنا إنه يستحيل أن يكون ممكنا لذاته، فلما قدمنا من آنه واجب الوجود، وما كان واجب الوجود استحال أن يكون ممكن الوجود، لضرورة الجمع بين النقيضين، لأن واجب الوجود مستغن بذاته عن غيره وممكن الوجود لا يستغني عن غيره، فكيف يكون غنيا غير غني، هذا محال.
المسلك الثالث لو كان تعالى جسما لكان قادرا بقدرة، فكان لا يصح أن يفعل الفعل إلا بمماسة، ومعلوم أنه تعالى يفعل الأفعال العظيمة في الأقطار المتباعدة في حالة واحدة، فبطل أن يكون جسما.
Страница 268