============================================================
الشهيد شح معالم العدل والتوحيد أحدهما أن الصوت إنما أدرك بحيث هو لم يؤثر فيه البعد، ولكان حاله في الإدراك مع البعد كحاله مع القرب.
وجوابه أن الصحيح أن البعد ليس بمانع عن إدراك الصوت وإن كان مانعا عن إدراك المرثي؛ وإنما اختلف الإدراك في القرب والبعد؛ لأجل الحوائل والسواتر لا للبعد كما ذكر، ال والشرط في إدراكه ألا يحصل حائل عن الصماخ.
ال وثانيهما أن الريح إذا هبت في ثمت الجهة التي يسمع منها الكلام أعانت على إدراكه وقوى الإدراك لأجلها، ومتى هبت في خلاف جهته لم يسمع كذلك، فلولا أن الانتقال شرط وإلا لما وجب ذلك.
وجوابه أنا لا نمنع من صحة إدراكه بالانتقال كما يدرك في محله أيضا، فإذا هبت في خلاف جهته كانت مانعة وسدا، وإذا هبت في جهته تقلت محل الصوت، ولكن نمنع من قال إنه لا يدرك أبدا إلا بالانتقال.
الرابع في سببه، والمشهور من مذهب المعتزلة أن الصوت متولد عن الاعتماد بشرط الصكة، وهي عبارة عن تأليف بين جسمين صلبين عقيب حركات متوالية أو حركات نقل السكون بينها. ودليلهم على ذلك أن الصوت واقف على الاعتماد وجودا وعدما، فيجب أن يكون مؤثرا فيه، ثم منهم من شرط الحركة في وجود الصوت وهو أبو علي، وقال أبو هاشم: الصوت لا يحتاج إلى الحركة، لأمرين: أما أولا فلأن الصوت واقف على الاعتماد وجودا وعدما فلا حاجة به إلى أمر آخر.
Страница 263