223

============================================================

السهيد شح معالم العدل والنوحيل القول في البقاء وأنه تعالى موصوف به اتفق المسلمون على وصف الله تعالى بأنه باق واختلفوا في فائدة هذه الصفة فذهب الكعبي إلى أن الباقي باق ببقاء، وإلى هذا ذهب الأشعري وابن كلاب. ونفاه جهور المعتزلة.

ال واعلم أن محل النزاع في المسألة فيه غموض، وقبل الخوض في الدلالة لا بد من تلخيصه، فنقول: النظر يتعلق بتنزيل الخلاف في هذه المسألة على صور أربع: الصورة الأولى أن استمرار وجود الشيء هل هو صفة زائدة على ذات ذلك الشيء أم لا، والحق أنه ليس كذلك. ويدل عليه أمران: أما أولا فلأن المفهوم من قولنا إن الشيء مستمر الوجود هو أن الوجود الحاصل في الزمن الأول حاصل في الزمن الثاني، فلو كان استمرار الوجود وصفا زائدا لجاز حصوله في الوقت الأول، فيكون مستمر الوجود حال حدوثه، وهو محال.

وأما ثانيا فلو كان استمرار وجود الشيء وصفا ثبوتيا زائدا على ذاته للزم أن يكون المعدوم الصرف موصوفا بالصفات الثبوتية، وإنما قلنا ذلك لأن المعلوم ضرورة أن عدم العالم من الأزل إلى وقت حدوثه كان عدما مستمرا، والمعقول من الاستمرار أمر واحد في المعدوم والموجود، فلو كان الاستمرار وصفا ثبوتيا في الموجود للزم أن يكون في المعدوم كذلك، ولما كان ذلك باطلا بالضرورة ثبت أن الاستمرار لا يمكن أن يكون وصفا ثبوتيا زائدا على ذات الشيء، وهو المطلوب.

Страница 223