وأما المفارق والمعقول فليس يوجدان فى لسان العرب. والمزينة هى أسماء كانت تجعل بعض أجزائها نغما فتزين بها. وقد قيل إنه يعنى بالمفارق الأسماء المغيرة بالزيادة فيها والنقصان منها والحذف أو القلب. وقيل: بل يعنى بذلك الأسماء التى يعسر النطق بها. وظاهر كلامه أنه اسم كان يؤلف عندهم من مقاطع محدودة. و〈أما〉 الاسم المعقول فانه فيما أحسب الذى سماه المختلف، وظاهر كلامه أنه الاسم المحذوف بالنقصان، مثل الأسماء المرخمة عندنا.وأما المغيرة فهى الأسماء المستعارة التى تستعار: إما من الشبيه، مثل تسميتهم الكوكب «نسرا»؛ وإما من الضد مثل تسميتهم الشمس «جونة»؛ وإما من اللازم مثل تسميتهم الشحم «ندا» والمطر «سماء».
قال: وأفضل القول فى التفهيم إنما هو القول المشهور المبتذل الذى لا يخفى على أحد. وهذه اﻷقاويل إنما تؤلف من الأسماء المشهورة المبتذلة، وهى التى سماها فيما قبل «الحقيقية»، وتسمى «المستولية» و«الأهلية».
قال: وذلك مثل شعر فلان وفلان لقوم مشهورين عندهم.
وينبغى أن نتفقد من الغالب على أشعاره هذا النوع من الألفاظ من شعراء العرب.
قال: و〈أما〉 الأقاويل العفيفة المديحية فهى الأقاويل التى تؤلف من الأسماء المبتذلة ومن الأسماء الأخر، أعنى المنقولة الغريبة والمغيرة واللغوية، لأنه متى تعرى الشعر كله من الألفاظ الحقيقية المستولية كان رمزا ولغزا. ولذلك كانت الألغاز والرموز هى التى تؤلف من الأسماء الغريبة، أعنى بالغريبة: المنقول، والمستعار، والمشترك، واللغوى، والرمز. — واللغز هو القول الذى يشتمل على معان لا يمكن، أو يعسر، اتصال تلك المعانى الذى يشتمل عليها بعضا ببعض حتى يطابق بذلك أحد الموجودات. ويكون: أما بحسب الألفاظ المشهورة فاتصال تلك المعانى بعضها ببعض غير ممكن، وأما بحسب الألفاظ الغير مشهورة فممكن. وذلك كثير فى شعر ذى الرمة من شعراء العرب.
Страница 238