لم يحتج فى إغضاب الناصر عليه إلى أكثر من هذا القول، وإن كان لم يخرج عن سمته وهيئته لكون هذا القول حقا. فلذلك لا ينبغى للشاعر أن يستعملها، إذ كانت ليست إنما هى فضل فقط، بل وقد تهجن القول والقائل إذا كان بالسمت والوقار.
قال: وقد يكتفى الشاعر من هذه باستعمال الأشكال الخاصة بصنف صنف من أصناف الأقاويل. وذلك إذا اضطر إلى ذلك مع الذين يستعملون الأخذ بالوجوه. وأعنى بأشكال القول: شكل الخبر، وشكل السؤال، وشكل الأمر، وشكل التضرع. وذلك أن شكل المخبر غير شكل السائل، وشكل الأمر غير شكل الطالب أو المتضرع. فالشاعر قد يكتفى بأشكال الأقاويل عن سائر الأشياء التى من خارج، فان تلك، إذ كان من شأنها تهجين الأقاويل الشعرية، فليس ينبغى أن تجعل جزءا من صناعة الشعر، وإنما ينبغى أن تجعل جزءا من صناعة أخرى.
[chapter 7] فصل
Страница 234