============================================================
الفن الثابي علم البيان مثل قوله تعالى: {وهي تمر مر السحاب (النمل:88)، ومنه نحو: والريح تعبث بالغصون وقد جرى فهب الأصيل على لجين الماء أو مرسل وهو بخلافه كما مر، وباعتبار الغرض إما مقبول وهو الوافي بافادته، كأن يكون المشبه به أعرف شيء بوحه الشبه في بيان الحال، أو أتم شيء فيه في إلحاق الناقص بالكامل، أو مسلم الحكم فيه معروفه عند المخاطب في بيان الإمكان، أو مردود وهو بخلافه.
خاتمة وأعلى مراتب التشبيه في قوة المبالغة باعتبار ذكر أركانه أو بعضها حذف وجهه وأداته فقط أو مع حذف المشبه ثم حذف أحدهما كذلك ولا قوة لغيرهما.
فهب الأصيل: الأصيل: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، وخص وقت الأصيل؛ لأنه من أطيب الأوقات كالسحر ويوصف بالصفرة، وقوله: على لجين الماء من إضافة المشبه به إلى المشبه بعد حذف الأداة أي ماء كاللحين، أي الفضة في الصفاء والبياض، فهذا التشبيه مؤكد، والحاصل أن الشاعر شبه لون ضوء الشمس في الأصيل بالتهب؛ لأن لونه في هذا الوقت يضرب إلى الصفرق وشبه وجه الماء باللحين.
وهو بخلافه: أي يكون قاصرا عن إفادة الغرض: خاقمة: في تقسيم التشبيه بحسب القوة والضعف في المبالغة باعتبار ذكر الأركان وتركها؛ لأن الأركان أربعة، والمشبه به مذكور قطعا، فالمشبه إما مذكور أو محذوف، وعلى التقديرين فوحه الشبه إما مذكور أو محذوف، وعلى التقادير فالأداة إما مذكورة أو محذوفة، فتصير ثمانيه أقسام.
ثم حذف أحدهما: أي فقط أو مع حذف المشبه ولا قوة لغيرهما: وهما الاثنان الباقيان يعني ذكر الأداة والوحه جميعا، إما مع ذكر المشبه أو بدونه، نحو: زيد كالأسد في الشحاعة خيرا عن زيد، وبيان ذلك أن القوة إما لعموم وحه الشبه ظاهرا أو لحمل المشبه به على المشبه بأنه هو هو فما اشتمل على آحدها فقط فهو متوسط.
Страница 98