============================================================
الفن الثالث علم البديع والشابي: كقوله: فسقى الغضا والساكنيه وإن هم شبوه بين جوانحي وضلوعي ومنه اللف والنشر، وهو ذكر متعدد على التفصيل أو الإجمال، ثم ما لكل واحد من غير تعيين ثقة، بأن السامع يرده إليه، فالأول ضربان؛ لأن النشر إما على ترتيب اللف نحو: ومن رحمته جعل لكم اللئل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) (القصص: 73)، وإما على غير ترتيبه، كقوله: كيف أسلو وأنت حقف وغصن وغزال لحظا وقدا وردفا والثاني: نحو قوله تعالى: وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) (البقرة: 111) أي قالت اليهود: "لن يدخل الجنة إلا من كان هودا1، وقالت النصارى: والثاي: وهو آن يراد بأحد ضميريه أحد المعنيين وبالضمير الآحر معناه الآخر. لسقى الفضا: [اسم شحر واسم مكان أيضا.] الغضا له ضميران عائدان إليه، أحدهما في قوله: "والساكنيه وثانيهما في قوله: "شبوه1، وأريد بأحدهما المكان الذي فيه شحرة الغضا، وبالثاني النار الحاصلة من شحرة الغضا يعني نارا لهوى التي تشبه نار الغضا.
يرده إليه: أي يرد ما لكل من آحاد هذا المتعدد إلى ما هو له؛ لعلمه بذلك بالقرائن اللفظية أو المعنوية.
على ترتيب اللف: بأن يكون الأول من النشر للأول من اللف والثاني للثاني، وهكنا على الترتيب.
جعل لكم: ذكر المتعدد على التفصيل وهو الليل والنهار ورد بالسكون إلى الليل، والابتغاء إلى النهار على ترتيب اللف، وفيه قال فردوسى الطوسي بيت: بدوز نرد آن بل ارچمند بششير دخ برز دكنه يد ودريد گلت وب بت يان را سر و سين وپا ودست حقف: [بالكسر ريك وقوده كلا لعمر] ذكر المتعدد على التفصيل وهو حقف و"غص1 و5غزال" ثم ذكر كل واحد منها على غير ترتيب اللف ، فإنه رد لحظا إلى الأخير وهو غزال" واقدأ إلى غصن واردفا إلى "حقف"، ولو قال على ترتيبه، لقال ردفا وقد أو للحظا. وقالوا: الضمير في "قالوا1 لليهود والتصارى فذكر الفريقان على طريق الإجمال بالضمير العائد إليهما، ثم ذكر ما لكل واحد اي "وقالت اليهود إلخ1، فاللف مذكور ههنا محملا والنشر مفصلا، ولك أن تجعل قول الفريقين كأنه لف بين القولين في "قالو1، اي قالت اليهود وقالت النصارى.
Страница 120