Талхис китаб аль-Хасс ва-аль-махсус ли-Аристу
تلخيص كتاب الحاس والمحسوس لأرسطو
Жанры
فلنقل فى اسباب الرؤيا الكاذبة. وهذه الرؤيا بالجملة انما تكون عن سببين: احدهما، عن فعل القوة الخيالية عند النوم فى الآثار الباقية فى الحس المشترك من المحسوسات التى من خارج، وعن فعل هذه القوة فى المعانى المودعة فى القوة الذاكرة والمفكرة من تلك الامور المحسوسة؛ فان تصرف هذه القوة دائما، اعنى قوة التخيل، انما هو فى خزانة هاتين القوتين، اعنى خزانة الفكر والذكر وخزانة الحس المشترك. والسبب الثانى، هو حدوثها عن المتشوقات الطبيعية التى للنفس فان شان شأن النفس البهيمية اذا اشتاقت شيئا، اعنى وجوده او عدمه، ان تحاكى لها النفس المتخيلة صورة ذلك الشىء المتشوق على الحالة التى تشوقته وتحضر لها صنم ذلك الشىء. ولذلك يرىء يرى المتشوق للنساء انه يجامع، والعطشان انه يشرب ماء. ومن هذا الجنس هى الرؤيا الدالة عند الاطباء على غلبة الاخلاط على البدن. مثل ان رؤيا النار تدل عندهم على غلبة الصفراء ورؤيا الماء على غلبة البلغم.
والفرق بين هذه الصور الكاذبة والصور الصادقة، ان الصادقة تستغربها النفس وتعجب بها، وربما استيقظت، كالمذعورة من رويتها والمتعجبة من لطيف الروحانية التى شاهدت فيها. فقد قلنا فى ماهية الرؤيا الصادقة والكاذبة، واعطينا اسبابها الاربعة، واسباب ما يعرض فيها ويلحقها. وهنا انقضت المعانى الملتقطة من هذه المقالة، والحمد لله حمدا كثيرا، يتلوها المقالة الثالثة بعونه.
Страница 92