Талех аль-Азхья фи Ахкам аль-Ад'ия

Захария аль-Ансари d. 926 AH

Талех аль-Азхья фи Ахкам аль-Ад'ия

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Исследователь

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1426 AH

Место издания

بيروت

لقاء العشر الأواخر

بالمسجد الحرام

(٢٢)

تلخيص الأزهية

في

أحكام الأدعية

تأليف

شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري الشافعي
(ت ٩٢٦ هـ)
رحمه الله تعالى

تحقيق

الدكتور عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

أسهم بطبعه بعض أهل الخير من الحرمين الشريفين ومحبيهم

دار البشائر الإسلامية

1

جَمِيعُ الْحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ

الطَّبْعَةُ الأُولَى

١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م

شركة دار البشائر الإسلامية

لِلطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ ش. م.م.

أَنْتَهَى الشَّيْخُ رَمْزِي وَمَشْقِيَة رَحِمَهُ الله تَعَالَى سَنَةَ ١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

بَيْرُوت - لُبْنَان

ص.ب: ١٤/٥٩٥٥

هَاتِف: ٧٠٢٨٥٧

e-mail: bashaer@cyberia.net.lb

فَاكْس: ٧٠٤٩٦٣ / ٠٠٩٦١١

المبيت همل غفر الله له ول والديه

2

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله.

أمَّا بعد:
فهذا أحد مصنَّفات العلاّمة الفقيه، والمحرّر النّبيه، صاحب التآليف البديعة، والمصنَّفات المحرّرة المفيدة، القاضي الشيخ زكريا الأنصاري، وهذا المصنف في موضوع الدعاء، الذي هو من أجلِّ العبادات، وهو صلة العبد بربه، وليس يخلو يوم المسلم وليلته منه، لا في عادة ولا عبادة، ولا في حضر ولا سفر، ولا في حال صحة ولا مرض.
وقد قام المؤلف - رحمه الله - باختصار كتاب ((الأزهية(١) في أحكام الأدعية))، الذي هو للعلامة البدر الزركشي الشافعي، مع إضافاته الجميلة المعتادة، واختياراته وترجيحاته وتحريراته، فجزاه الله تعالى عن المسلمين خيرَ ما يجازي به عباده الصالحين.

(١) الظاهر أنَّ لفظ ((الأَزهية)) جمع ((الزَّهْو))، وهو - كما في ((القاموس المحيط)) (ص ١٦٦٨) وغيره - بمعنى: المنظر الحسن والنبات الناضر.

3

ولمّا لم يكن هذا المختصر البديع المفيد قد طبع مِن قبل، فقد أحبَّ إخوانُنا الأحبة الكرماء، وأصحابُنا أهل العلم النجباء، أن يَخرج هذا المخطوط إلى عالم المطبوعات.

وكان إحضاره - كما هو المعتاد - من أخي المفضال المحسان، المستحق للشكر والعرفان، الشيخ الكريم محمد بن ناصر العجمي حفظه الله تعالى المنَّان، ووفَّقنا وإياه لما فيه الخير في الدنيا والآخرة، آمين يا معين، والصَّلاة والسَّلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

الدكتور عبد الرؤوف بن محيي أحمد الكمالي
الكويت - الجهراء
محرم ١٤٢٥ هـ - فبراير/ شباط ٢٠٠٥م

المبيت همل
غفر الله له ول والديه

4

ترجمة المؤلف(١)

* اسمه ونسبه:

هو: شيخ الإِسلام قاضي القضاة، زين الدِّين، الحافظ، أبو يحيى: زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السَّنيكي(٢)، القاهري، الأزهري، الشافعي.

* مولده ونشأته:

وُلد سنة (٨٢٦هـ) بسنيكة، ونشأ بها، وكان فقيراً معدماً، وحفظ القرآن، و ((عمدة الأحكام))، وبعض مختصر التبريزي في الفقه، ثم تحوَّل إلى القاهرة سنة (٨٤١هـ) فقطن في جامع الأزهر، وكمّل حفظ المختصر المذكور، ثم حفظ ((المنهاج)) للنووي، وألفية النحو، والشاطبية، والرائية، وبعض ((المنهاج)) في الأصول، ونحو النصف من ألفية الحديث، ومن ((التسهيل)) إلى ((كاد))، وأتمّه مِن بعد.

وأقام بالقاهرة يسيراً، ثم رجع إلى بلده، وداوم الاشتغال، وجدّ فيه.

(١) انظر ترجمته في: ((الكواكب السائرة)) للغزي (١٩٦/١، ٢٠٧)، و((شذرات الذهب)» (١٣٤/٨ -١٣٦)، و((البدر الطالع)) (٢٥٢/١، ٢٥٣)، و ((نظم العقيان)) للسيوطي (١١٣)، و((هدية العارفين)) لإسماعيل باشا (ص ٣٧٤)، و((الإِعلام)) للزِّركلي (٤٦/٣، ٤٧)، و((معجم المؤلفين)) لكحالة (٧٣٣/١، ٧٣٤).

(٢) نسبة إلى ((سنيكة))، بليدة من شرقية مصر.

5

*شيوخه وتلاميذه:

أخذ عن جماعة، منهم: القاياتي، والعَلَم البُلقيني، والشرف السبكي، والحافظ ابن حجر، والزين رضوان، والشرف المُناوي، والكافيجي، وابن الهمام، ومن لا يحصى كثرة.

وأذن له غير واحد من شيوخه في الإِفتاء والإِقراء، منهم الحافظ ابن حجر.

وانتفع به خلائق لا يُخْصَوْن، منهم العلاّمة الفقيه ابن حجر الهيتمي.

* منزلته وفضله:

قال عنه تلميذه الهيتمي في «معجم مشایخه»(١): «وقدّمت شيخنا زکریا؛ لأنه أجلّ مَن وقع عليه بصري من العلماء العاملين، والأئمة الوارثين، وأعلى من عنه رويت ودريت من الفقهاء الحكماء المهندسين، فهو عمدة العلماء الأعلام، وحجة الله على الأنام، حامل لواء المذهب الشافعي على كاهله، ومحرِّر مشکلاته، وكاشف عویصاته ... » اهـ.

وقال عنه ابن العماد الحنبلي: «ورجع إلى القاهرة، فلم ينفك عن الاشتغال والإِشغال، مع الطريقة الجميلة، والتواضع، وحُسْنِ العِشرة والأدب، والعفة، والانجماع عن أبناء الدنيا، مع التقلل وشرف النفس، ومزيد العقل وسعة الباطن، والاحتمال والمداراة» اهـ(٢).

وقد تولى تدريس عدة مدارس، إلى أن تولى القضاء - بعد امتناع كثير - مدة ولاية السلطان الأشرف قايتباي وبَعْدَ ذلك، إلى أن كُفّ بصره سنة (٩٠٦هـ)، فعُزِل بالعمى.

(١) كما نقله في «الشذرات» (١/ ٢٥٢).

(٢) المصدر السابق.

6

* مؤلفاته :

له شروح ومختصرات في كل فن من الفنون، انتفع الناس بها، كما قال الشوكاني(١).

وقال ابن العماد: ((وشرح عدة كتب، وألّف ما لا يحصى كثرةً ... ورَوِيَّتُه أحسن من بديهته، وكتابته أمتن من عبارته، وعدم مسارعته إلى الفتوى يعد من حسناته، وله الباع الطويل في كل فن ... )) اهـ(٢).

فمن مؤلفاته :

  1. أسنى المطالب في شرح روض الطالب. ط.

  2. تحفة الباري بشرح صحيح البخاري. ط.

  3. تحفة الطلاب بشرح تحریر تنقيح اللباب، كلاهما له. ط.

  4. الدرر السنية (حاشية على ألفية ابن مالك في النحو).

  5. شرح صحيح مسلم.

  6. شرح مختصر المزَني.

  7. غاية الوصول إلى شرح الفصول لابن الهائم (في الفرائض).

  8. فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (في الحديث). ط.

  9. فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل للبيضاوي (في التفسير). خ.

  10. فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب. ط.

وفاته :

توفي رحمه الله تعالى في القاهرة، يوم الجمعة، رابع ذي الحجة، سنة (٩٢٦ هـ)، ودُفِن بالقرافة، بالقرب من الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى.

(١) ((البدر الطالع)) (١/ ٢٥٢).

(٢) ((الشذرات)) (١٣٥/٨).

7

وصف النسخ المعتمدة

و عملي فيها

اعتمدت في إخراج هذه الرسالة على نسخة وحيدة، ضمن مجموعة رسائل، وذلك في مكتبة مكة المكرمة بجوار المسجد الحرام، برقم (٨٧) - مواعظ وأخلاق.

وتقع في (١٣) ورقة، وعدد الأسطر فيها (٢٣) سطراً، وهي بخط نسخي، وفيها أخطاء ليست بقليلة.

وقد قُمت بنسخ المخطوط، وتصويب ما فيه مِن أخطاء، بالرجوع إلى المصادر، وإلى كتاب ((الأَزهية)) المطبوع طبعةً ليست جيدةً، مع ما فيها من حذفٍ لبعض ما كتبه مؤلفه، وتعليقٍ غيرٍ لائقٍ مِن قِبَل المشرف عليها، نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى سواء السبيل.

كما قمت بعزو الآيات الكريمة إلى سورها مع ترقيمها، والأحاديث إلى مخرِّجيها مع بيان حكمها فيما يحتاج إليه، وقمت بالتعليق على ما يحتاج إلى تعليق، نسأل الله تعالى الهداية والسداد.

8

صُوَر المخطوطَات

9

صفحة الغلاف

10

الصورة الأولى من المخطوط

11

الصورة الأخيرة من المخطوط

12

تَلخيصُ الأزْهِيَةِ

في

أَحْكَامِ الأَدْعِيَّةِ

تَأْلِيفُ

شَيْخِ الإِسْلَامِ القَاضِي زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيِّ الشَّافِعِيِّ

(ت ٩٢٦ هـ)
رحمه الله تعالى

تحقيق

الدكتور عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

13

14

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه

قال سيِّدنا ومولانا، قاضي القضاة، شيخ مشايخ الإِسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحقّقين، زَيْن الملَّة والدِّين: أبو يحيى، زكريا الأنصاريُّ الخزرجيُّ الشافعي، غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للهِ الموجودِ بإجابة دعاء الداعين(١)، المؤمِّلِ للعفو عن ذنوب المؤمنين. والصَّلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه والتَّابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين. وبعد:

فهذا مختصر اختصرت فيه كتاب العلاَّمة البدر الزركشي الشافعي(٢)،

(١) في هذه الجملة عدمُ وضوحٍ للمراد ونظرٌ؛ فإن الموجود ليس اسماً من أسماء الله تعالى. وكأنَّ المصنف - رحمه الله تعالى - أراد بهذه العبارة: أن الله تعالى حَيُّ يجيب دعاء الداعين، فكأن الباء في قوله: ((بإجابة)) للمصاحبة، والله تعالى أعلم.

(٢) هو الإِمام العلاَّمة المصنَّف المحرِّر - كما وصفه ابن العماد في ((الشذرات)) (٣٣٥/٦) - أبو عبد الله، محمد بن بهادر بن عبد الله المصري الزركشي الشافعي، وُلد سنة (٧٤٥هـ)، وأخذ عن الشيخين: جمال الدين الإِسنوي وسراج الدين البلقيني، كان فقيهاً أصوليًا أديباً. من تصانيفه الكثيرة: ((البحر)) في الأصول، في ثلاثة أجزاء، جمع فيه جمعاً كثيراً لم يُسْبَق إلیه - كما قال ابن العماد - و ((شرح التنبيه)) للشيرازي في فروع الفقه الشافعي، و ((شرح جمع =

15

المسمَّى بـ: الأَزهية في أحكام الأدعية(١)، وضممت إليه فوائد زادته رونقاً وحليةً؛ راجياً بذلك العفو والسلامة مِن اتباع الأهوية(٢)، وسميته:

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

والله أسأل أن ينفع به کما نفع بأصله.

ورتَّبته على أحدَ عشرَ فصلاً:

الأول : في حقيقة الدعاء. السابع : في مواقيته والأحوال التي يقع عندها.

الثاني : في مطلوبيته. الثامن : في علامات الإِجابة.

الثالث : في أفضليته. التاسع : في بيان حكمه التكليفي.

الرابع : في أركانه وأجنحته وأسبابه. العاشر : في جوامع الدعاء.

الخامس : في شروطه. الحادي عشر : في بيان الاسم الأعظم.

السادس : في آدابه.

***

= الجوامع للسبكي. تُوفي بمصر سنة (٧٩٤هـ). انظر: الدرر الكامنة (٣٩٧/٣، ٣٩٨). وشذرات الذهب (٣٣٥/٦)، و معجم المؤلفين (١٧٤/٣، ١٧٥).

(١) وقد طُبِع الكتاب بتحقيق أم عبد الله بنت محروس العسلي، بإشراف أبي عبد الله محمود بن محمد الحداد، ط دار الفرقان، مصر، ط ١، ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨م، وقد كان للمشرف بعض العبارات غير اللائقة بالمصنف رحمه الله.

(٢) الأهوية: جمع الهواء، وأما الهوى بمعنى الميل المذموم، الذي هو مراد المصنف - رحمه الله - هنا فجمعه: أهواء، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ ... ﴾ [المائدة: ٧٧]. وانظر: القاموس المحيط (ص١٧٣٥)، و المصباح المنير (٦٤٣/٢)، و المعجم الوسيط (١٠٠١/٢).

16

الفصل الأول

في حقيقة الدعاء

هو لغةً:

  • التوحيد، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾(١).

  • والاستعانة(٢)، كما في قوله تعالى: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ﴾(٣).

  • والنداء، كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ﴾(٤).

  • والسؤال، كما في قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾(٥).

واصطلاحاً: إظهار العبد الافتقار إلى الله تعالى والبراءة له من حوله وقوته، وأولى منه قول بعضهم: هو مناداة الله تعالى لِمَا يريده العبد، من جلب منفعة أو دفع مَضَرَّة.

وهو في الأصل مصدرٌ نُقِلَ إلى الاسم، تقول: سمعت دعاءً، كما تقول: سمعت صوت الدعاء.

(١) سورة الجن: الآية ١٩.

(٢) في الأصل: ((الاستقامة))، والتصويب من ((الأزهرية)).

(٣) سورة البقرة: الآية ٢٣.

(٤) سورة الإسراء: الآية ٥٢.

(٥) سورة غافر: الآية ٦٠.

17

الفصل الثاني

في مطلوبيته شرعاً

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ... ﴾ الآية(١). ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾(٢).

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾(٣).

وفي الآية(٤) لطائف:

منها: إضافة العبد بياء التشريف على أنه مشرّفُ عند ربه.

ومنها: قوله: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ يدل على أنه متفضل على عبده، وإنما لم يقل: ((عبدي قريب مني))، لأن العبد ممكن الوجود(٥) فهو في مركز العدم

(١) سورة البقرة: الآية ١٨٦.

(٢) سورة غافر: الآية ٦٠.

(٣) سورة الأعراف: الآية ٥٥.

(٤) أي: الآية الأولى المذكورة هنا، وهي قوله سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ [البقرة: ١٨٦].

(٥) هذا مصطلح لأهل الكلام، ويقابله مصطلح: ((واجب الوجود)»، وهما مصطلحان صحيحان من حيث المعنى، فيعنون بواجب الوجود: الذات الواجبة بنفسها، المبدعة لكل ما سواها، كما يراد به: الموجود بنفسه الذي لا يقبل العدم، وهو الله سبحانه وتعالى.=

18

والفناء، فلا يكون قريباً إذ لا يمكنه القرب من الرب، والرَّبُّ يقرب من عبده بإحسانه إليه - أي إلى العبد - تفضلاً وكرماً منه.

وكما دل الكتاب على مطلوبيته، دلَّت عليه السنَّة، كخبرِ الصحيحين(١): ((إنَّ الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني)).

وخبرِ أبي داود وغيره ــ وصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين(٢) -: (إنَّ ربكم حييٍّ كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه(٣) أن يردَّهما صفراً).

ورواه الترمذي(٤) بلفظ: ((أن يردّهما خائبتين)).

وخبرِ الترمذي وغيره - وصحح الحاكم إسناده(٥) -: ((ليس شيءٌ

= ويعنون بممكن الوجود: كل مُحْدَثٍ، وهو يحتاج في وجوده إلى مؤثر موجود، وهو ما سوى الله تعالى، انظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (١٨/٣، ٧٣)، بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ط جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ط ١، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١م.

(١) ((صحيح البخاري)) (٣٨٤/١٣، ٤٦٦) - ((فتح)) - و ((صحيح مسلم)) (٤/ ٢٠٦١، ٢٠٦٧)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٢) (سنن أبي داود)) (١٤٨٨)، و((مستدرك الحاكم)) (٤٩٧/١)، من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه.

(٣) في الأصل وفي ((الأزهية)): ((إلى السماء))، والتصويب من مصادر التخريج.

(٤) ((سنن الترمذي)) (٣٥٥٦)، وقال (٥٢٠/٥): ((حسن غريب)) اهـ.

(٥) (سنن الترمذي)) (٣٣٧٠)، و((مستدرك الحاكم)) (٤٩٠/١)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كما أخرجه أحمد (٣٦٢/١)، وابن ماجه (٣٨٢٩)، وابن حبان (٨٧٠) - ((الإِحسان)) - وغيرهم.

والحديث في إسناده ضَعْفٌ؛ فإنَّ فيه عمرانَ القطان؛ فهو صدوق يهم كما في ((تقريب التهذيب)) (ص ٤٢٩)، وأكثر الأئمة على تضعيفه، انظر: ((تهذيب =

19

أكرم على الله(١)من الدعاء))

وخبرِ البخاري(٢) وغيره: ((ينزل ربنا كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا فيقول: من يسألُني فأعطيَهُ ... )) الحديث(٣).

وخبرِ الترمذي(٤) وغيره: ((من لم يسألِ الله يغضبْ علیه)).

وخبرِ الحاكم وصححه(٥): ((الدُّعاء سلاح المؤمن وعماد الدين، ونور السموات والأرض)).

وخبرٍ أبي داود وغيره - وصححه ابن حبان وغيره(٦) -: ((الدعاء هو

التهذيب)) (١٣١/٨، ١٣٢)، وقال العقيلي عن حديثه هذا: ((لا يتابَع عليه، ولا يُعْرف بهذا اللفظ إلَّا عن عمران)) اهـ. ((الضعفاء)) للعقيلي (٣٠١/٣)، وذكر الحافظ كلام العقيلي هذا في ((التهذيب» (١٣٢/٨) وسكت عنه.

(١) في الأصل: ((إلى الله))، والتصويب من مصادر التخريج و ((الأزهية)).

(٢) ((صحيح البخاري)) (٤٦٤/١٣)، كما أخرجه مسلم (٥٢١/١) وغيره، وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣) ونَصُّه - كما في ((صحيح البخاري)) -: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلثُ الليل الآخِرُ فيقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألُني فأعطيه؟ من يَستغفرُني فأغفرَ له؟)).

(٤) ((سنن الترمذي)) (٣٣٧٣)، كما أخرجه الحاكم (١ / ٤٩١) وصححه.

(٥) ((المستدرك)) (٤٩٢/١)، من حديث علي رضي الله عنه، لكن الحديث ضعيفٌ جدًّا؛ لأن فيه محمد بن الحسن، وهو ابن أبي يزيد الهمداني، وهو ضعيف جدًّا، بل كذَّبه أبو داود في موضع، وابن معين في رواية، كما في ((تهذيب التهذيب)) (١٢٠/٩، ١٢١). وانظر: ((السلسلة الضعيفة)) للشيخ الألباني - رحمه الله - (١٧٩)، حيث حكم على الحديث بالوضع.

(٦) (سنن أبي داود)) (١٤٧٩)، و((صحيح ابن حبان)) (٨٩٠) - ((الإِحسان)) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، كما أخرجه الترمذي (٣٣٧٢) =

20