Чистое сочинение о деяниях монарха Захира, стоящего на страже истины Абу Саида Джакмака
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Жанры
97و
وقال له أنت غافل والناس يسعون في دمك وقد اشتهر عنك اسم العصيان ففيهم قعودك وتوانيك • وكان ذلك ليلة الإثنين فأجمع رأيه على العصيان ولما كان يوم الإثنين تاسع شهر رمضان سنة إثنين وأربعين وثمانمائة • أمر مماليكه وحاشيته فأفرغوا عليهم سابغ الدروع والسلاح وأخذوا أهبتهم وحذرهم وأوكب النائب وركب الأمراء والمباشرون وجاؤا39 إلى دار السعادة فلما عزموا على الدخول قال اينال الجشماني للحاجب الكبير برسباي بالتركي هي اغاكير ما يعني لا تدخل فإن النائب قد أضمر سوء فلم يلتف إلى كلامه ونزل ودخل إلى دار السعادة فرجع اينال المذكور • وقانباي البهلوان أمير كبير • ومغلباي الجقمقي • والطنبغا الشريفي إلى منازلهم • ودخل من سواهم من الأمراء مع الحاجب إلى دار السعادة • وكان المباشرون قد حضروا قبلهم إلى دار السعادة فحين حصلوا داخل الباب أغلقوا الأبواب وأمسكوا الحاجب وقبضوا على جميع من كان دخل من الأمراء والمباشرين عن أخرهم • ولم يفلت من الأمراء غير الأمير يونس أحد الأمراء المقدمين فإنه لم يكن حضر ذلك اليوم بل كان قد ركب إلى مكان يشتري فيه قصيلا لخيله فلما سمع الهيعة استمر مارا على وجهه إلى صوب القاهرة ولم يرجع إلى بيته فاجتمع مع الأمراء بغزة واستمر معهم • وكان ممن لم يحضر من المباشرين المرحوم الناصري بن أبي والى استادار المقام الشريف فحين حصل الأمراء في قبضة النائب اختبطت الدنيا ووقع النهب والغارة في خيولهم وهرب كل من الأجناد والمماليك إلى بيته واختفى • ثم في هذا اليوم بل في هذه الساعة حضر قانباي بهلوان • اينال الجشماني • والطنبغا المذكور إلى دار السعادة طالعين وفي رقابهم المناديل واستسلموا • فلما تحقق كل الناس أن الأمور قد صارت لم يريده اينال ونائب حلب فإن الدنيا ما تخبطت خباطا يمكن الإنسان تلافيه ولا انقلبت انقلابا يقدر الانسان ان يتداركه ولكن الله سلم فسبحانه من فارج
97ظ
الهم وكاشف الغم • ما اخفى لطفه • وما أحسن تداركه وكشفه • ثم أن اينال أعطى الخلعة والفرس الذين جاء بهما المقر الناصري بن مبحك رحمه الله لقانباي المذكور واحتفظ على من قبض عليه من الأمراء • وحاجب الحجاب برسباي • وجعلوا يتفقدون أرباب • الوظائف • ومن له خبز واقطاع وسائر الأجناد • فكل من كان حاضرا عندهم صار منهم ومن لم يكن حاضرا عندهم توجهوا إلى بيته وتفحصوا عنه وأحضروه شاء أو أبى وإلا نهبوه فما وسع الناس إلا الانقياد والإطاعة • والمثول عنده بالسمع والطاعة • ذكر وصول هذا الخبر المزعج إلى القاهرة وسائر البلاد وكان واحد من مماليك حاجب الحجاب برسباي واقفا على فرسه خارج باب دار السعادة فلما وقعت هذه الخبطة فبمجرد ما سمع الخبر استمر على ظهر فرسه سابقا على وجهه أخذا نحو مصر فوصل إلى اللجون فرأى الأمير حجكبوغا متوجها نحو شاهرخ في الرسالة من جهة مولانا السلطان فأخبره الخبر لوى راجعا إلى الرملة والقدس ووصل الخبر إلى الرملة يوم الأربعاء بعد العصر حادي عشر شهر رمضان • وكان طوغان نائب القدس في الرملة على غير أهبة فبمجرد ما بلغه الخبر ركب وتوجه إلى القدس ولم يلو على أحد فتخبطت البلاد • وخاف الكبير والصغير • هجوم العشران • وصار الناس في شدة لا يعلمها إلا الله تعالى انقطعت الدروب • ذكر وصول هذا الخبر إلى غزة وذكر ما جرى في غزة من الأمراء • ووصل الخبر إلى غزة يوم الخميس ثاني عشر شهر رمضان فهرب حاجبها الأبوغا إلى صاحب صوب العريش • وكان نائبها طوخ فجمع الأمراء ومن تحت يده من الجند ورجع الأبوغا يوم الجمعة إلى غزة واجتمعوا بالقضاة وشرع النائب بها يحلف الأمراء ويستوثق منهم أن يكونوا يدا واحدة مع العصابة السلطانية ثم أمر فأحضر
98و
القاضي شمس الدين بن الأعسر الشافعي فحلفهم ووصل الخبر إلى القاهرة في العشر الأوسط من شهر رمضان فتخبطت وكثرت الأراجيف والخباط ورفع المنافقون أيديهم وألسنتهم بالسوء • وكان قبل ذلك وصل الخبر بعصيان نائب حلب وخياطة • ذكر ما وقع في صفد بسبب هذا النكد • فلما بلغ هذا الخبر القلق إلى صفد وكان نائبها اينال الأجرود أرسل إليه نائب القلعة يقول له قد وقع من الأمر ما علمت وأما أنا فلا أخرج عن طائفة الحق وفرقة الهدي • وأنا مع العصابة السلطانية • فإن كنت معي فأنت مخدومي وتاج رأسي ولك أريد أن استوثق منك فأرسل أولادك إلى القلعة فلنا ما لهم وعلينا ما عليهم ويكون يدا واحدة إلى أن ينجلي هذا الغبار وإن لم تجهز حريمك إلى القلعة أو تظهر العصيان مع من عصى فاخرج من البلد بحيث لا يحصل لكل واحد ضامن رفيقه بؤس ولا ضرر وإن أبيت بحيث أنك لا تؤمنا ولا تتركنا فلا نقدر على المجاورة مع كون الأنفس فيها الضغائن فلا بد أني أناوشك الحرب وأرمي عليك فقال له إني مع السلطان ولا أخرج يوما عن رتبة الطاعة وأجهز أولادي إلى القلعة ليكون خاطرك مطمئنا وفعل كذلك واطمأن بحمد الله ذلك الجانب وبلغ هذا الخبر إلى غزة يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان • وكنت إذ ذاك في غزة متوجها إلى القاهرة فأبلغت هذا الخبر إلى القاهرة إلى مخدومنا القاضي الكمالي بن البارزي فكان من أسر الأخبار وأحسنها • ثم إن نائب القلعة المقر السيفي فارس شرع في تحصين القلعة ونقل ما كان محتاجا إليه من الأهبة والعدة والذخيرة والسلاح ونشر العزيز • واستمر على ذلك مدة • وظاهره مع اينال وباطنه مع الظاهر وأرسل إلى اصطبل قاضي القضاة الشهابي عطر الله تعالى شأنه ونهب خيله وقماشه
98ظ
وجميع ما وجده له وذهبوا به إلى القلعة ثم إن اينال الحكمي رسم أن يردد ذلك كله إلى مولانا قاضي القضاة كما كان فامتثل واستمر الأمر والمباشرون مضيقا عليهم يوما واحدا • ذكر ما فعله اينال مع أمراء الشام يوم عصيانه ثم ان اينال احضر الأمراء والمباشرين وحلفهم أنهم يكونون معه يدا واحدة على السراء والضراء وأن لا يعدلوا عن الملك العزيز يوسف بن رسباي ولا يخرجوا عن طاعته فحلفوا له فأطلقهم وخلع عليهم ولم يكن معه على الإخلاص إلا قاني صو • ومسروق • وتنم • وجماعة أوباش • وقبضوا على جميع المباشرين • ومنهم مولانا وسيدنا قاضي القضاة برهان الدين بن جحي كاتب السر • والقاضي جمال الدين ناظر الجيش • وأما بن أبي والي فإنه اختفى فأرادوا نهب بيته فما وسعه إلا أنه ظهر وحضر • واستعانوا به على ما هم فيه من طرح السكر وطلبوا من كل هؤلاء جملا من الأموال إلى أن لاحت للمقر الشهابي ابن جحى فرصة فخرج من غير درب إلى صوب صفد ثم توجه إلى غزة ووصل خبره إلى القاهرة فورد عليه مرسوم شريف بأنه مخير بين ثلاثة أمور أن يقيم عند الأمراء بغزة • أو يتوجه إلى القدس الشريف حتى تنجلي هذه الغبرة أو يتوجه إلى القاهرة فتوجه إلى القاهرة ووصل يوم الأحد العشرين من شهر شوال فقوبل بالاحترام والاكترام التام • ولم يزل بها حتى تمهدت الأمور • وانقضت الشرور • وقتل اينال فتولى وظيفتي قضاء الشافعية • وكتابة سر الشام • وباشر ذلك أيام السيفي اقبغا التمرازي • وأما القضاة فإنهم لم يتعرض أحدهم بمكروه • وكان مولانا السلطان قد ولى وظيفة القضاء للشيخ برهان الدين الباعوني لما بلغه عنه من الخبر وانقطاعه إلى الله تعالى فلم يقبل الشيخ برهان الدين ذلك لكونه قد اسن وقد ذكر ذلك مشبعا في أول هذا الكتاب فوليها الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة
99و
لأنه كان عالم البلد ومولانا السلطان خلد الله سلطانه لم يقصد في المناصب إلا أهلها فلما لم يقبل ذلك الشيخ برهان الدين ولاه مولانا السلطان شيخ نور المذكور من غير سعي ولا كد مع أن الشيخ نور المذكور كان قد حج وعاهد الله تعالى على ما ذكره مرارا في المحافل على رؤوس الأشهاد أنه عند الحجر الأسود والبيت العظم وعند الروضة الشريفة عاهد الله تعالى أن لا يقبل القضاء ولا يلي وظيفة لا الحكم لا أصالة ولا نيابة ما دام حيا وكان عهد الله مسؤولا فلما جاءه القضاء كأنه نسي العهد أو حمله حب الرئاسة على قبوله فقبله • ولما رفع الباغون أيديهم بالعصيان • وتعلقوا بأذيال الخلاف والعدوان • خطب القاضي نور المشار إليه باسم الملك العزيز وأرسل إلى سائر الجوامع يأمر الخطباء بذلك • وذلك أن عنده أنه إذا مات أنسان وله وظيفة فإنها ميراث لولده سواء كان أهلا لها أو لم يكن وسواء أقيمت شعائرها أو لم تقم • • ذكر من جاء إلى اينال من العشران • ثم أن اينال أرسل إلى التراكمة والعشران والمقدمين يستدعيهم إلى الحضور فحضر إليه محمد بن القاق • وأحمد بن الحوراني • ومحمد بن الحنش • وبن عبدان • وغيرهم من العرب والتراكمة • ولما تخلص الأمراء من مخاليبه بسلام أخذوا يدبرون مصالحهم ويحتالون فيما يكون فيه خلاصهم فإن مثل هذه الفنن يجير اللبيب فيها • ويضطرب آراؤه • ولا يهتدي فيها إلى سبيل إلا من عصمه الله تعالى وكانوا يركبون معه ويدارون منه ويداهنونه ولا يتقطعون عن خدمته فشرع في طرح السكر على الناس وتعاطى ذلك استاداره محمد مع حضور المرحوم الناصري بن أبي والي وجمال الدين ناظر الجيش والأصل في ذلك استاداره وإنما كانوا هؤلاء معه كالآلة فكان المسلمون في شدة عظيمة بسبب ذلك ومشقة
Неизвестная страница