Чистое сочинение о деяниях монарха Захира, стоящего на страже истины Абу Саида Джакмака
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Жанры
28و
الشريف والعلماء ولا أحسن ميلانه إليهم • ولا أوفر عطاء لهم • ولا أكثر إعظاما للعلم وأهله منه مع الرعية التامة إليهم • والاصغاء لمباحثهم • واستجلاب خواطرهم ودعائهم بأنواع البر والإحسان والمرء مع من أحب • ولقد أذكرتني هذه الحكاية ما وقع بين أبي الفتح ملكشاه بن البر ارسلان وبين وزيره نظام الملك صاحب المدرسة النظامية ببغداد وهي أن ملك شاه كانت قد اتسعت مملكته بحيث ملك أقصى من بلاد ما وراء النهر إلى القدس الشريف • وما بينهما من بلاد العرب والعجم والترك واتفق أن الوزير نظام الملك أبا علي الحسن بن علي كان وزيره فتمكن في الملك حتى لم يبق لأبي الفتح ملكشاه سوى التخت والصيد فقط وذلك لاعتماده على كفاية نظام الملك ودينه وحسن تدبيره • وكان قبل أبي الفتح وزرلابيه الب أرسلان وكان قد وصى نظام الملك بابنه وضمه إليه وكان يدعوه أبا ونظام الملك يدعو ملكشاه أبنا فلما تمكن نظام الملك من الممالك وثبتت قدمه وطالت يده في الأمر والنهي شرع في الإحسان إلى العلماء • والفضلاء • والفقراء • والصلحاء • والأرامل والأيتام بحيث أن بره ومعروفه كان قد عم كل من مملكته • ومن هو معدود من تحت ولايته من بلاد العرب والعجم • وحضر هذه الطوائف المذكورون كما هو دأب مولانا السلطان خلد الله معدلته • وكأنه كان آلي على نفسه أن لا يمنع أحد من رفدة وجوده • وامتد زمان ذلك كالقيد في المكان فضبط ما كان يعرف إلى هؤلاء في كل سنة فوجد نحوا من ستمائة ألف دينار فوشي به إلى أبي الفتح فتغير عليه ثم دعاه وقد أضمر له سوءا وقال له يا أبت بلغني أنك تخرج من بيت الملا في كل سنة نحوا من ستمائة ألف دينار لمن لا ينفعنا ولا يصل إلينا منه كبير فائدة لو فرق هذا المبلغ على الجند والعساكر التي هي حاميتنا وبها تندفع الأعداء • وتستجلب الادراء • لركزت رايتنا في سور قسطنطينية
28ظ
فبكي نظام الملك وقال يا ابني أنا شيخ كبير أعجمي لو نودي علي في مظان الرغبات في لم اساو خمسة دنانير وأنت غلام تركي لو نودي عليك لعلك لا تصل إلى ثلاثين دينارا وقد ملكك الله تعالى في أحسن بلاد المسلمين • وحكمك في رقابهم وأموالهم • وأقامني أنا في خدمتك • وجعلني أنا واسطة بينك وبين عباده • وأنت مشغول بلذاتك منهمك في شهواتك • لا يصعد إلى اشتعالي منك غير المعاصي • وجيوشك الذين تعدهم النوائب • ونزول للصائب • إذا احتشد والدفع ما يهمك • وكشف ما يقصدك • إنما يكافحون عنك بسيف طوله ذراعان • وقوس مدي مرماه ثلثمائة10 ذراع • مع ما هم عليه من ارتكاب المعاصي • واستغرقهم في أنواع الملاذ من الخمور والملاهي • وانهماكهم في كبائر الذنوب • وربما لا يفيدك مكافحتهم شيئا • ولا يغني عنك مدافعتهم ومقاتلتهم • ولما كان لك ولأبيك من قبلك علي حق لابد من القيام بموجبه أقمت لك جيشا لا تطيش مهامهم • ولا نبوا سيوفهم • يسمون جيش الليل إذا نامت جيوشك • واستغرقوا من غفلاتهم • واشتغلوا بلذاتهم وشهواتهم • قامت الجيوش التي أقمتها لك جيوشا صفوفا على إقدامهم • بين يدي ربهم فأرسلوا دموعهم وأطلقوا بالدعاء لك ولجيوشك ألسنتهم • ورفعوا إلى الله تعالى أكفهم • ومدوا أيديهم بالتضرع والتذلل • وأعين بالنصر لك ولجيوشك • فأنت وجيوشك في خفارتهم تعيشون • وبدعائهم تثبتون • وببركاتهم تمطرون وترزقون وبوجودهم تنصرون تخرق سهامهم الحجب إلى السماء السابعة • وسيوف أدعيتهم في رقاب من يدعون عليه قاطعه فبكى أبو الفتح بكاء شديدا ثم قال شاباش شاباش يا أبت أكثر لي من هذا الجيش • وهذا الجيش بعينه هو الجند الذي اتخذه مولانا السلطان خلد الله سلطانه • لدفع النوائب • وحصول المآرب • فإنه لم يعهد أنه قصد المقام الشريف وافدا لا من العرب ولا من العجم عامة وخاصة العلماء
29و
والفقراء والصلحاء إلا وأولاه من صدقاته البالغة • ونعمه السابغة • ما يستدعي الدعاء لدولته الشريفة بالخلود • ودوام بقائها • ونصر أوليائها • وكسر أعدائها • ولا شك في أن الله عز وجل استجاب ذلك لأن منهم المضطر والمحتاج • والمسافر • والغريب • والصالح • وكل هؤلاء دعاؤهم مستجاب • بالنصوص القاطعة • بأخبار من لا خلاف في أخباره • ولله الحمد والمنة • أخبرنا الشيخ شمس الدين محمد بن الجزري رحمه الله بسنده في كتابه المسمى بالحصن الحصين • في كلام سيد المرسلين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يرد القضاء إلا الدعاء • ولا يزيد في العمر إلا البر • وقال فيه أيضا ما سعد الأمن سعد بالدعاء • ولا شقي من تشقى إلا بالدعاء • ونظام الملك المذكور هو أول من أنشأ المدارس وهو صاحب مدرسة النظامية ببغداد • وكان ورد عليه شخص صوفي يدعى أبا سعيد الصوفي وحسن له بناء مكان لأجل العلماء يلقي فيه الدروس فولاه عمل ذلك فبنى المدرسة المذكورة ورفع إليه حساب كلفتها ستين ألف دينار وكتب على بابها القاب نظام الملك واسمه فكتب أصحاب ديوان نظام الملك إليه وهو بأصبهان أن أبا سعيد لم يخرج مصروف المدرسة المذكورة سوى تسعة عشر ألف دينار لا غير فطلبه فلما عرف أبو سعيد لماذا يطلبه توجه إلى أحد الأكابر ببغداد لا يحضرني اسمه وقال له إني بنيت مدرسة باسم الوزير نظام الملك وإن ذكره يخلد بها إلى يوم القيامة فإن كان لك رغبة في تخليد ذكرك فأعطني ستين ألف دينار وأنا امحوا اسمه من طرازها وأثبت اسمك فرضي بذلك وأمره أن ينفذ إليه من يأخذ المال فلما استوثق منه رحل إلى أصفهان ودخل على نظام الملك فقال له إنك لم تصرف في عمارة المدرسة سوى تسعة عشر ألف دينار فقط وإلا فأقم حساب مصروفها فقال لا تطل الكلام إن شئت ليبرز مرسومك
29ظ
بتسلم الستين ألف دينار وامحوا اسمك من المدرسة المذكورة فقال بل رضيت بما صنعت ولا تهدم ما بنيناه • ولا تبطل ما عملناه • وسلم إليه ما فعله • وأبقى اسمه بالمدرسة المذكورة • ثم إن أبا سعيد المذكور • صرف الزائد من المال في عمل مساجد ورباطات وأماكن كلها مرصدة للخير • وكانت باقية إلى أخر وقت رحمهم الله تعالى • وحاصل ما ذكرنا أن الإنسان ينبغي أن يكون عالما أو متعلما • أو محبا للعلماء محسنا إليهم • فإن المرء مع من أحب • وهذه الأوصاف السعيدة هي التي اتخذها مولانا السلطان خلد الله سلطانه دابا ودينا • فالله تعالى يحوطه بالعلم الشريف ويجعله قائدا له إلى سعادة الدارين بمنه وفضله • وأحلى ثمرات العلم التواضع فلا جرم أعقبنا فصل العلم بالحلم الذي هو أفضل ثمراته • • فصل في التواضع • قال الله تعالى هو أصدق القائلين مخاطبا نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين • وقال تعالى ولا تصغر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور • وعن سنان بن سعد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى أوصى إلي أن تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض • وقال صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني قال على البر والتقوى والرهبة وذلة النفس وقال من تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيب دعوة الحر والعبد • ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن • أو فخذ أرنب • ويكافئ ويأكلها ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين • وسئل الجنيد رضي الله عن عن التواضع فقال خفض الجناح ولين الجانب • وسئل الفضل رضي الله عنه عن التواضع فقال تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله وتسمع منه وقال
30و
وهب بن منبه رضي الله عنه مكتوب في كتب الله أني أخرجت الذر من صلب آدم فلم أجد قلبا أشد تواضعا من قلب موسى فلذلك اصطفيته فكلمته • وقال أبو حفص من أحب أن يتواضع قلبه فليصحب الصالحين • وليلتزم بحرمتهم • فمن شدة تواضعهم في أنفسهم • يقتدي بهم ولا يتكبر • وقال لقمان عليه السلام لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع • وقال يحيى بن معاذ رضي الله عنه التواضع حسن ومن الأغنياء أحسن وقال عبد الملك بن مروان أفضل الناس من تواضع عن رفعه • وزهد عن قدرة وأنصف عن قوة • وقال بعض الحكماء التواضع مع الشرف أشرف من الشرف وقيل البخل والجهل مع التواضع خير من السخاء والعلم مع التكبر • وقال ابن عباس رضي الله عنهما سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول شعر • إذا أردت شريف الناس كلهم • فانظر إلى ملك في زي مسكين • • ذاك الذي حسنت في الناس رأفته • وذاك يصلح للدنيا وللدين • هذه صفات مولانا السلطان خلد الله تعالى سلطانه • رأيت في الكتاب المسمى بجامع الحكايات • ولامع الروايات • أن السلطان إسماعيل الساماني متولي نجارا وممالك ما وراء النهر استأذن عليه عالم من علماء زمانه فأذن له فلما دخل عليه قام له ثم استقبله حافيا ومشى لاستقباله سبع خطوات ثم أجلسه معه على منصته • وأصغى إلى كلامه • وعظمه تعظيما بالغا • يليق بحشمته وسلطانه وقضى حوائجه • فلما قام ذلك العالم نهض السلطان إسماعيل معه وشيعه كذلك مقدار سبع خطوات كما فعل أولا • وكان أخوه إسحاق الساماني حاضرا فلما خلا المجلس قال له يا أخي لقد أوهنت ناموس الملك ووضعت من جانبه قال بماذا قال بما فعلت مع هذا الفقيه حيث بالغت في تعظيمه ومشيت قدامه • ثم شيعته كذلك وحشمة الملك والسلطنة تقتضي الوقار والسكون وعدم الاكتراث بالناس فإذا فعلت
Неизвестная страница