[باب البتتي والتنبي] :
وفاته في هذه الترجمة أيضا "البتتي" و"التنبي". أما الأول بضم الباء الموحدة وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها وتاء مثلها مكسورة بعدها ياء آخر الحروف معجمة باثنتين من تحتها فهو:
أبو الحسن علي بن أبي الأزهر المقرئ يعرف بابن البتتي: من ساكني المحلة
المعروفة بالأجمة، كان حافظا للقرآن المجيد، حسن القراءة له، سريع التلاوة. ذكره الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي -رحمه الله- في مذيله وقال: "ذكر لي أنه سمع شيئا من الحديث، وكان بالقرآن أكثر اشتغالا، وله في سرعة القراءة طبقة لم يدركها بعده أحد، وذلك أنه قرأ على شيخنا أبي شجاع بن المقرون في يوم واحد من طلوع الشمس إلى غروبها القرآن الكريم، ثلاث مرات، وقرأ في المرة الرابعة إلى آخر سورة الطور، وذلك يوم الخميس ثامن رجب من سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، بمشهد من جماعة من القراء وغيرهم، ولم يخف شيئا من قراءته، ولا فتر. وما سمعنا أن أحدا قبله بلغ هذه الغاية. توفي عصر نهار الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة "سبع وستمائة"، ودفن يوم الخميس تاسعه، بالجانب الغربي، بمشهد الإمام موسى ابن جعفر -عليهما السلام-". هذا آخر كلام ابن الدبيثي.
وأما الثاني، بكسر التاء ثالث الحروف وبعدها نون مشددة مكسورة وباء موحدة [التنبي] نسبة إلى قرية من مدينة حلب تسمى "تنب" بالقرب من قنسرين فهو:
الرئيس الأجل أبو القاسم عبد المجيد بن صاعد بن سلامة الأنصاري المعروف
بابن التنبي المنعوت بالشمس: سمع بدمشق من الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن عساكر وغيره، وصحب السلطان الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيوب، وترسل عنه إلى بغداد، وغيرها من البلاد، وكانت له عنده الحرمة العظيمة، والمنزلة الكريمة، توفي بالقاهرة في ثامن شعبان من سنة "ثلاث عشرة وستمائة"، ودفن من الغد بسفح المقطم ذكر ذلك الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري -رحمه الله- في وفياته.
وبلديه: أبو عبد الله محمد بن أبي طالب عقيل بن سالم بن عقيل يعرف بابن
الإمام، وينعت بالبهاء: سمع من الشيخ أبي الفضل منصور بن أبي الحسن بن إسماعيل الطبري بحلب، وروى عنه بدمشق. سمع منه جماعة من أصحابنا، وتولى ديوان الزكاة بدمشق مدة، وتقلب في الخدم الديوانية، ولم أتحقق مولده ولا وفاته.
Страница 27