الباب الثالث عشر في [ذكر] المحاسب
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول في محاسبة النبي ﷺ عامله على الصدقة
روى البخاري (٢: ١٦٠) «١» رحمه الله تعالى عن أبي حميد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: استعمل رسول الله ﷺ رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللّتبيّة، فلما جاء حاسبه.
وروى مسلم (٢: ٨٤) رحمه الله تعالى عن أبي حميد الساعدي أيضا رضي الله تعالى عنه قال: استعمل رسول الله ﷺ رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللّتبيّة، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم وهذا هدية، فقال رسول الله ﷺ: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا؟ ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتيني فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا؟ والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئا بغير حقّه إلا لقي الله ﷿ بحمله يوم القيامة،
(١) قارن أيضا بالبخاري ٣: ٢٠٩، ٩: ٣٦ فهناك أيضا صورة أخرى من الحديث المتعلق بابن اللتبية.