الباب الرابع عشر في المجمر
وفيه فصلان
الفصل الأول في تطييب المسجد
روى أبو داود (١: ١٠٨) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أمر رسول الله ﷺ ببناء المساجد في الدور وأن تطيّب وتنظّف.
وروى مسلم (٢: ٣٩٥) رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله تعالى عنه: أتانا رسول الله ﷺ في مسجدنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكّها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال: أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟ قال: فخشعنا، ثم قال: أيّكم يحبّ أن يعرض الله عنه؟ قلنا:
لا يا رسول الله، قال: فإن أحدكم إذا قام يصلّي فإنّ الله ﵎ قبل وجهه، فلا يبصقنّ قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصقن عن يساره تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا، ثم طوى ثوبه بعضه على بعض وقال: أروني عبيرا، فثار فتى من الحيّ يشتدّ إلى أهله، فجاء بخلوق في راحته، فأخذه ﷺ فجعله على [رأس] العرجون، ثم لطخ به على أثر النخامة؛ فقال جابر:
فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم. انتهى.
وخرجه أبو داود (١: ١١٢) أيضا رحمه الله تعالى بمعناه.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الصحاح» (٢: ٧٣٤) العبير: قال الأصمعي: هي أخلاط تجمع