172

Тахджил

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

Исследователь

محمود عبد الرحمن قدح

Издатель

مكتبة العبيكان،الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

Место издания

المملكة العربية السعودية

نفس أشركت مع الله غيره في حبها فأهلكوا تلك النفس من شعبها"١. ١٥- دليل صحيح على نبوة المسيح، قال متى: "قال يسوع المسيح وهو يخطب البلد: يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم من مرة أردت أن أجمع بنيك حولك كما تجمع الدجاجة فراريجها فلم يريدوا"٢. وجه الدلالة من هذا الكلام أنهم كانوا يتوثبون عليه في المجالس بأورشليم يريدون قتله، إذ كان يفحمهم بالحجج فربما تناولوا الحجارة ليحصبوه فيتوارى ويخرج من بينهم ويذهب. وقد قتلوا عدة من أنبيائهم بها، فكأنه يقول: "تريدون قتلي كما فعلتم بمن تقدمني"، والخطاب للبلد والمراد أهلها، والقول بنبوته ألزم على قول النصارى إنه قتل بأورشليم؛ لأنه سماها قاتلة الأنبياء ولم يقل يا قاتلة الإله، وفي الكلام ما يمنعهم من اعتقاد ربوبيته؛ لأنه أراد جمعهم على الإيمان فلم تنفذ إرادته، ومَنْ هذا / (١/٥١/ب) سبيله فلا يصلح للربوبية؛ فقد شهد على نفسه بالعجز عن جمعهم على الدين والهدى، وأولى ذلك لربّه عزوجل إذ يقول في دعائه: "أيها الأب كلّ شيء بقدرتك اصرف عني هذا الكأس". كما تقدم. والعجب أن المسيح أراد وأراد اليهود فنفذت إرادتهم وقصرت إرادته، إذ قال: إنه أراد أن يجمعهم، فلم يريدوا هم، وإله تقصر إرادته وتنفذ إرادة عدوّه إله ضعيف. وهذا فاعلم حال الأنبياء مع كفار قومهم، قال الله تعالى لنبيّه ﵇: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُم وَلَكِنَ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ . [سورة البقرة، الآية: ٢٨٢] . وقال:

١ ورد حكم القتل على المرتد المشرك في سفر الخروج إصحاح (٢٠، ٣٤)، وفي شفر التثنية إصحاح (١٣، ١٧) . ٢ متى ١٣/٣٧.

1 / 196