127

Тахджил

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

Исследователь

محمود عبد الرحمن قدح

Издатель

مكتبة العبيكان،الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

Место издания

المملكة العربية السعودية

فإن زعموا أن الضارب هو الله، والمضروب هو الإنسان فقد وافقوا شريعتنا وخالفوا / (١/٢٥/ب) شريعتهم إذ تقول: "إن المسيح إله لا إنسان". وإن قالوا: الضارب هو الإنسان والمضروب هو الله، كان هذا قولًا لا يقوله أحد من الحمقاء فضلًا عن العقلاء. فإن عادوا وقالوا المضروب هو المسيح أعدنا عليهم القول المتقدم، وقلنا: المسيح عندكم ليس آدميًا محضًا ولا إنسانًا صرفًا، بل هو مركب بالاتّحاد من إله وإنسان، فقد لزمكم أن يكون الإله مضروبًا أيضًا مع الإنسان، فإن راموا تخصيص الناسوت بالضرب لم يتهيأ لهم بعد القول بالاتّحاد، وإن راموا تصحيح الضرب وإضافته وسائر النقائض إلى الناسوت فقد أبطلوا الاتّحاد، وهو المراد. وإن قالوا: المراد بالمضروب (الابن) وبالضارب (الأب)، قلنا لهم: فالأب والابن عندكم قديمان، فما الذي أصار أحدهما ضاربًا والآخر مضوربًا بأولى من العكس؟! وإذا كان الابن عندكم عبارة عن الحكمة الأزلية، فما معنى ضرب الله كلمته؟ وإنما تضرب الأجسام، فأما صفات الله القديمة فلا تفارق ذاته الكريمة ولا تقوم بغيره. وما نرى لروح القدس في أكثر هذه الفصول ذِكرًا، فلا ضارب ولا مضروب / (١/٢٦/أ) تعالى الله عن هذيانكم هذا علوًّا كبيرًا. ١٤- صلاة المسيح وتعبده واجتهاده في الطاعة وتهجده، قال متى: "جاء المسيح مع تلاميذه إلى قرية تدعى جسمانية١ فقال لهم: امكثوا هاهنا حتى أصلي هناك. ثم أخذ يحزن ويكتئب، وقال: إن نفسي حزينة حتى الموت. ثم قال لبطرس وابني زيدي: اسهروا معي هذه الليلة. ثم خَرَّ على وجهه يصلي

١ ورد في النص جشسيمَاني: وهي كلمة آرامية معناها: معصرة الزيت ويقع شرق أورشليم، وهو الآن مكان مقدس عند النصارى؛ لأنه مكان ألم المسيح وتسليمه والقبض عليه فيما زعموا. ر: قاموس ص ٢٤٩، بتخليص.

1 / 148