109

Тахджил

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

Исследователь

محمود عبد الرحمن قدح

Издатель

مكتبة العبيكان،الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

Место издания

المملكة العربية السعودية

طوى الأربعين لا يفطر وفعل من الخوارق بمصر وغيرها ما لا يجحد ولا ينكر. ولقد أربت آياته في النقل الصحيح على آيات المسيح، وإذا انتهينا إلى ما يليق بذلك أشبعنا القول فيها إن شاء الله، والعجب كيف يجرب إبليس يسوع ويمتحنه ويسحبه معه من مكان إلى مكان، / (١/١٦/ب) ويسومه السجود له وهو في زعم النصارى خالقه وخالق كل شيء، فنحن نسألهم عن هذا المتردد مع الشيطان من مكان إلى مكان، والمقهور في يده والشيطان طامع في استتباعه وصيرورته عبدًا له، أهو إنسان مخلوق أو إله خالق أو إله اتّحد بإنسان أو سكن في أهابه واتّخذه محلًا له؟!. فإن قالوا: إنه إنسان مخلوق وافقوا شرعنا وخالفوا شريعتهم وأمانتهم إذ يقولون فيها: "إن المسيح إله خالق غير مخلوق وأنه الذي أتقن العالم بيده". وإن قالوا: إنه خالق أو إله اتّحد إنسان أو حل فيه وسكنه، فقد حكموا أن الإله الأزلي سحبه الشيطان، وردده وجرت عليه أحكامه، وطمع فيه أن يسجد له وفيه امتهان الربّ القديم، والإله العظيم في يد الشيطان الرجيم. وقد شهد متى أن المسيح قد جاع، والإنجيل يقول: "إن الله لا يأكل ولا يشرب ولا رآه أحد"١. وإذا ثبت بقول أصحاب المسيح أن المسيح قد جاع،

١ لم أجد نص هذه العبارة في نسخة الأنانجيل التي بين يدي، وقد ذكر هذا النص الحسن بن أيوب في كتابه: الرد على النصارى والإمام القرافي في الأجوبة الفاخرة ص ١٤٩، والمهتدي نصر بن يحيى المتطبب في النصيحة الإيمانية ص ٢٤٨، وابن القيم في هداية الحياري ص ٢٧٤، كالآتي: "إن الله ﵎ لم يلد ولم يولد ولم يأكل ولم يشرب ولم ينم ولم يره أحد من خلقه ولا رآه أحد إلا مات". وقد علق شيخ الإسلام في الجواب الصحيح ٢/٣٣٤ على النصّ بقوله: "إن هذه العبارة مما ينازع فيه النصارى بأنه ليس موجودًا في كتبهم ولا يعترفون به".اهـ. قلت: إن معنى النص المذكور ذكر متفرقًا في العهد القديم والجديد الآتي: في إنجيل يوحنا ١/١٨: "الله لم يره أحد قط". وبنحوه ذكر في التوراة خروج ٣٣/٢٠، وفي رسالة يوحنا الأولى ٤/١٢، وفي الرسالة الأولة لتيموثاوس ٦/١٦. في الميزان ١٢١/٤: "إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل". في أشعيا ٤٠/٢٨: "إله الدهر الربّ خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا وليس عن فهمه فحص". وبما أن المسيح قد اعترف في الأناجيل بأنه غير ناسخ للتوراة، بناء عليه فكل ما في التوراة عن الله وصفاته ملزم للنصارى تمام الإلزام.

1 / 130