Таджрид
شرح التجريد في فقه الزيدية
Жанры
وأخبرنا أبو بكر، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، أنه كان إذا حدث عن أبي هريرة، فقيل له: عن النبي؟ قال: كل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم(1)..
ففي هذا أن ابن سيرين كان إذا سمع أبا هريرة يحدث كان يرى أنه عن النبي، فكان يستجيز رفعه، فلا يمتنع أن يكون سمع أبا هريرة يقول ما قال في سؤر الهر، فرفعه هو إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرأي الذي رآه، ألا ترى أنه أعني ابن سيرين قد رواه موقوفا، وذلك الرأي بعيد؛ لأنه لا يمتنع أن يرى أبو هريرة رأيا فيفتي به ويحدث به عن نفسه، فإذا كان ابن سيرين يظن أن جميع ذلك يجب أن يكون مرفوعا وجب ضعف ما يرويه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبمثله لا يعترض على الأخبار التي قدمناها.
على أن هذا الخبر يجوز أن يكون منسوخا إن صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ألا ترى إلى تعجب كبشة حين أصغى له الإناء أبو قتادة؟
وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن الحجاج، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن كعب بن عبد الرحمن، عن جده أبي قتادة، قال: رأيته يتوضأ، فجاء الهر فأصغى له حتى شرب من الإناء(2).
فقلت: يا أبتاه، لم تفعل هكذا؟ فقال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعله، أو قال: هي من الطوافين عليكم والطوافات، فتعجب كعب أيضا من ذلك.
والأقرب أنهما كانا قد عرفا تنجيسه من قبل، فهذا يؤكده ويوضح ما قلناه من أن خبر ابن سيرين يجب أن يكون منسوخا.
Страница 34