تجريد الأسماء والكنى
المذكورة في كتاب المتفق والمفترق للخطيب البغدادي
1 / 1
حقوق الطبع محفوظة
المركز الرئيس: اليمن – صنعاء
ت: ٧٣٣٧٠٢٧٩٢ - ٠٠٩٦٧
ص. ب: صنعاء (٤١٧٣)
البريد الإلكتروني: [email protected]
الطبعة الأولى ١٤٣٢هـ الموافق٢٠١١م
1 / 2
سلسلة أعمال حديثية
تنشر لأول مرة (٧)
تجريد الأسماء والكنى
المذكورة في كتاب المتفق والمفترق
للخطيب البغدادي
تصنيف
أبي القاسم ابن الفرّاء الحنبلي
المتوفى سنة (٥٨٠هـ)
(ينشر لأول مرة)
دراسة وتحقيق
د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان
(المجلد الأول)
1 / 3
M
1 / 4
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبين يديك أخي القارئ الكريم أحد أعمال مشروعنا الذي أطلقنا عليه اسم «مشروع سلسلة أعمال حديثية تنشر لأول مرة»، عمدنا فيه إلى إخراج كنوز تراثية لا تزال قابعة في عالم «ألَّا مطبوع»، فنزيح عنها-بحول الله وقوته- غبار الزمان، ونكشف الستار عن مكنونها وخباياها، لنخرجها إلى عالم «المطبوع» في حُلَّةٍ قشيبة-بعون الله وتوفيقه- ليعم الانتفاع بها بين أهل العلم وطلابه.
أما المجموعة الأولى من أعمال هذه السلسلة فهي:
١. «قضاء الوطر من نزهة النظر» للَّقاني المالكي، طبع عن المكتبة الأثرية بالأردن في ثلاثة مجلدات.
٢. «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» طبع عن مركز النعمان ودار ابن عباس في تسعة مجلدات.
٣. «التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» للحافظ ابن كثير، وقد وَصَلَنا القسم الأخير منه، يصدر قريبًا بإذن الله في أربعة مجلدات.
٤. «ذيل لب اللباب في الأنساب» لابن العجمي، يصدر قريبا بإذن
1 / 5
الله في مجلد.
٥. «تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق والمفترق للخطيب البغدادي» للفراء، وهو الذي بين يديك.
٦. «شرح ألفية العراقي» للعيني، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلد.
٧. «مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية» لابن عمار المالكي، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلد.
٨. «بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل» للقاني المالكي، يصدر قريبًا بإذن الله في مجلدين.
وأنا أعمل بِجِدٍّ في هذا المشروع بإزاء مشروعي الآخر «موسوعة العلامة الألباني» والذي صدر منه العمل الأول «جامع تراث الألباني في العقيدة» في تسعة مجلدات، سائلًا المولى ﷿ أن يُنْعِم عليِّ بالأسباب المعينة على إنجاز هذه الأعمال وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه.
وكما عودنا الإخوة القُرَّاء فقد قدمنا لكتاب «تجريد الأسماء والكنى» بدراسةٍ حول الكتاب ومنهج مؤلفه فيه،، والله من وراء القصد.
وكتب
د. شادي بن محمد بن سالم آل نعمان
في صنعاء اليمن حرسها الله
في يوم الخميس ٢٤/ ١٠/١٤٣٢هـ
الموافق ٢٢/ ٩/٢٠١١م
1 / 6
شكر وعرفان
يسرني في هذا المقام أن أتقدم بشكر خاص إلى أخي الكريم
فؤاد الزيلعي الذي قام بجهد كبير كعادته في صف وتنسيق وإخراج الكتاب.
وإلى الإخوة الأفاضل حفظ الله الزيلعي وفضل النهاري اللذين شاركا في مراحل المقابلة والمراجعة جزاهما الله خيرا.
والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.
1 / 7
مقدمة الدراسة والتحقيق
مقدمة الدراسة
والتحقيق
1 / 8
المبحث الأول
ترجمة المصنف ﵀
اسمه ونسبه وكنيته:
هو عبيد الله بن علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، القاضي أبو القاسم ابن القاضي أبي الفرج ابن القاضي أبي خازم ابن القاضي أبي يعلى البغدادي الحنبلي، من أهل باب الأزج.
مولده:
كان مولده ليلة الإثنين، رابع عشر ذي الحجة، سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
شيوخه وطلبه للعلم:
أخذ أبو القاسم ابن الفراء عن.
أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزَّاز.
وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون.
وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن.
وأبي سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني.
وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي.
وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق.
1 / 9
وأبي الحسن علي بن هبة الله بن الآبنوسي.
وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأموي.
وأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن المقرئ.
أبي الفضل بن ناصر.
وأبي بكر بن الزاغوني.
وسعيد بن أحمد بن البناء.
وأكثر عن أصحاب عاصم، وابن أبي عثمان، وابن البطر، وابن طلحة، وطَرَّاد الزَّيْنَبي، وبالغ في الطلب حتى سمع من جماعة من المتأخرين، وكتب بخطه، وحصَّل الأصول الحسان، وكانت داره مجمعًا لأهل العلم، يحضر بها المشايخ ويقرأ عليهم، ويحضر الناس منزله للسماع، وكان ينفق عليهم بسخاء نَفْسٍ وجُوْدٍ بموجوده.
تلاميذه:
سمع من أبي القاسم ابن الفراء الشريفُ أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو محمد بن الأخضر.
أخلاقه وعدالته:
وُصف أبوالقاسم ابن الفرَّاء بأنه كان لطيفًا، حسنَ الأخلاق، ذا مروءة وصدْر واسع، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدَّامَغاني في ولايته الأولي في يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الأول من سنة خمس وخمسمئة
1 / 10
فقبل شهادته.
وكان يوصف كثيرا بالسخاء، وسعة النفس، والبذل، والعطاء، وحُسن الخلق، ولُطف المعاشرة.
مصنفاته:
من تصانيفه:
- الروض النضر في حياة أبي العباس الخضر.
- وكانت عنده كتب جليلة من جملتها خط الإمام أحمد.
صفاته الخَلقية:
وُصف أبو القاسم بأنه كان جميل الوجه حسن الأطراف.
وفاته:
أصاب القاضي أبا القاسم بن الفراء الفالجُ ليلة السبت ثالث ذي الحجة، وتوفي يوم الجمعة يوم عيد الأضحى، عاشر ذي الحجة، سنة ثمانين وخمسمائة، ودُفِنَ من الغد بباب حرب.
مصادر ترجمته:
«إكمال الإكمال» لابن نقطة (٤/ ٥٦٠)، و«ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (٢/ ٦٣ - ٦٤) و«مجمع الآداب» للفوطي (٥/رقم ٣٦١)، و«المقصد الأرشد»: (٢/ ٤٦)، و«ذيل طبقات الحنابلة»: (١/ ١٤٣)، و«تاريخ الإسلام»: (١٢/ ٦٤١)، و«المختصر المحتاج»: (ص٢٢٩)، و«لسان الميزان»: (٥/ ٣٣٧)، و«معجم المؤلفين»: (٦/ ٩٣).
1 / 11
المبحث الثاني
منهج المصنف في كتابه
يتلخص منهج المصنف في أنه:
١ - جَرَّد كتاب المتفق والمفترق للخطيب البغدادي (١) من الأحاديث التي أسندها للرواة المترجمين في كتابه.
٢ - وقد كان هذا أمرا أغلبيًّا وإلا فإنه قد أورد عددًا لا بأس به من الأحاديث.
٣ - يسوق أسماء الرواة كما أوردهم الخطيب في الغالب دون تصرف.
٤ - كما يستقصي إيراد شيوخ وتلامذة الراوي المذكورين في كتاب الخطيب.
٥ - يحرص على إيراد ما يذكره الخطيب من أقوال في الجرح والتعديل أو من ذكر سنة وفاة الراوي.
٦ - له زيادات على الخطيب البغدادي يبدأها بقوله: قلت، أو قال ابن الفراء، وقد نقل غالبها من التاريخ الكبير للبخاري.
_________
(١) انظر الدراسة التي عقدها الدكتور محمد صادق آيدن عن الكتاب في مقدمة تحقيقه له.
1 / 12
المبحث الثالث
الإضافة التي نقدمها بنشر هذا الكتاب
١ - التجريد نوع هام من أنواع التصنيف اعتنى به أهل العلم، فَبِهِ يُختصر الكتاب المُجرَّد بحذف ما قد لا يحتاجه الناظر فيه، مما يُسَهِّل الوصول إلى الفائدة المطلوبة منه، وقد لحظ عددٌ من الحفاظ ذلك في كتاب المتفق والمفترق للخطيب حيث أكثر من إيراد الأحاديث المسندة فيه مما كَبَّر حجم الكتاب، وصعَّب الوصول إلى تراجم الرواة فيه فعَمَدوا إلى تجريده، ومن هؤلاء:
- الحافظ ابن حجر ﵀، فله كتاب لخص فيه كتاب المتفق والمفترق مع ترتيبه والزيادة عليه. قال السخاوي: ما كمل (١).
- وقد كمَّل السخاوي كتاب شيخه ابن حجر (٢).
ولعلنا بإخراج هذا الكتاب نكون قد أدينا مقصود هؤلاء الأئمة من تجريد كتاب المتفق والمفترق من تسهيل الانتفاع بمادته.
٢ - ولعل أهم الإضافات العلمية التي قدمناها بتحقيق هذا الكتاب ونشره أننا وُفِّقْنا لتصحيح عشرات التصحيفات والتحريفات الواقعة في نشرة كتاب المتفق والمفترق، فقد صححنا ما يقارب مائتي خطأ
_________
(١) الجواهر والدرر (٢/ ٦٨٠).
(٢) الضوء اللامع (٣/ ٦٤) ..
1 / 13
بتوفيق الله.
٣ – ومن الإضافات كذلك أن ابن الفراء نقل زيادات كثيرة عن الخطيب البغدادي ليست موجودة في مطبوعة المتفق والمفترق، ويغلُب على الظن أن هذه الزيادات أخذها من نسخة متأخرة من كتاب الخطيب كان أضاف إليها وزاد لم تقع لمحقق الكتاب، والله أعلم.
1 / 14
المبحث الرابع
توثيق نسبة الكتاب إلى مصنفه
أثبت ناسخ هذا الكتاب نسبته إلى مصنفه بقوله في آخره: قابلته من أوله إلى آخره ولله الحمد بأصل الشيخ أبي القاسم بن الفرَّاء الذي جَرَّدَه واختصره من أصل الكتاب نفسه ...
1 / 15
المبحث الخامس
توثيق اسم الكتاب
قال المصنف بعد انتهائه من الجزء الأول من كتابه:
آخر الجزء الأول من "تجريد الأسماء المذكورة في كتاب «المتفق والمفترق» للخطيب أبي بكر ... "
وقال بعد انتهائه من المجلد الثالث:
آخر الجزء الثالث من «التجريد لأسماء كتاب المتفق والمفترق للخطيب» ..
وقد كُتب في رأس الورقة الأخيرة من المخطوط بخط مغاير لخط الناسخ: تجريد الأسماء والكنى.
كما كُتب في أول ورقة من الكتاب بخط كأنه معاصر لعله للمفهرس الذي فهرس النسخة للمكتبة الأزهرية: هذا كتاب تجريد الأسماء والكنى. فلعله أخذ ذلك مماكُتب في آخر الكتاب.
وتسمية الكتاب بتجريد الأسماء والكنى أقرب لموضوعه حيث أورد الخطيب في كتابه عددًا من الكنى في أبواب المتفق والمفترق كأبي بكر بن عياش.
لذا فقد اعتمدتُ ما ذكره المصنف في آخر الجزء الأول في تسمية
1 / 16
الكتاب مع إضافة كلمة "الكنى" مما جاء في آخره فكان العنوان: "تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق والمفترق للخطيب البغدادي"، والله الموفق.
1 / 17
المبحث السادس
وصف النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق
- هي من محفوظات المكتبة الأزهرية بمصر برقم (١٣٤).
- تقع في ١٤٢ ورقة، مسطرتها ٢١ سطرًا في الصفحة.
- خطها نسخي واضح جميل مرتب.
- والنسخة فيها خُرم في أولها أقدره بعدة أوراق قمت بتتميمه على منهج المصنف، وخرم آخر يسير عند (ق١٤٠) تممته كذلك، كما سأنبه عليه في حواشي التحقيق.
- وهذه النسخة لها مميزات عدة تقضي بأنها نسخة متقنة مصححة:
أول هذه المميزات أنها نسخة قديمة كُتبت في القرن السابع الهجري فناسخها هو محمد بن محمد بن عمر المهلبي الكرجي، انتهى من نسخها يوم الثلاثاء السادس من شهر ذي القعدة سنة أربعين وستمائة.
ومن مميزاتها:
أنها كُتبت برَسمٍ من الإمام الشهير ابن الصلاح.
ومن أهم مميزاتها:
أنها نسخة مقابلة على أصل المصنف - ابن الفراء- نفسه وعلى نسخة
1 / 18
متقنة من كتاب المتفق والمفترق كانت للحافظ الأشيري (١)، قابلها الحافظ عبد الله بن يحيى بن أبي بكر الغساني (٢)، وكتب في آخرها ما نصه: قابلته من أوله إلى آخره ولله الحمد بأصل الشيخ أبي القاسم بن الفراء الذي جرَّده واختصره، وبأصل الكتاب نفسه .. بنسخة كانت للحافظ أبي محمد عبدالله بن علي الأشيري، وأشير مدينة من مدائن المغرب، وكان قد قابلها.
وما عليه في هذه النسخة .. ما صورته (اشـ) فهو منها، وما كان عليه (فر) فمن أصل ابن الفراء.
وهذا خط عبدالله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الجزائري ... والحمدلله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم.
- وقد أكثر الحافظ عبد الله بن يحيى الغساني في حاشية النسخة من إيراد الفروق بين كتاب ابن الفراء ونسخة الأشيري من المتفق والمفترق خاصة في الزيادات في الرواة المذكورين، مع الإشارة إلى نسخة ابن الفراء ونسخة الأشيري بما ذكره من الرموز، فإذا أراد أن يزيد على النسخة أورد
_________
(١) عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي الأشيري أبو محمد المغربي. قدم بغداد سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وكان عالمًا بالحديث والأسانيد والأنساب واللغة والنحو والفقه، توفي في رمضان سنة إحدى وستين وخمسمائة. المختصر المحتاج إليه من «تاريخ ابن الدبيثي» (ص٢٢٥).
(٢) عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الشيخ جمال الدين أبو محمد الجزائري. نزيل دمشق. شيخ محدثٌ عالمٌ متقن كثير الرواية مليح الكتابة. نسخ الكثير وعني بالحديث مع فهمٍ ومعرفةٍ وديانةٍ وتواضع، وتوفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة. «تاريخ الإسلام»: (٥١/ ١٠٣).
1 / 19
الزيادة في الحاشية وألحق بها رمز الأشيري أو الفراء، وإذا اراد أن ينبه على عبارة موجودة في أصل النسخة بأنها ليست في أصل الأشيري كتب قبلها (لا) وبعدها (إلى) وكتب بإزاء ذلك في الحاشية رمز النسخة التي لم تقع فيها هذه العبارة، فإذا كتب (اشـ) مثلا فمعنى ذلك أن العبارة التي بين (لا) و(إلى) ليست في أصل الأشيري، وقد أوردنا ذلك كله في حاشية التحقيق، ويُعرف مما قدمنا أن كل ما نبهنا عليه من ذلك فقد استفدناه من حواشي عبد الله بن يحيى الغساني على النسخة.
- إلا أنني قد لاحظتُ أمرًا يلفت الانتباه، وهو أن نسخة الفرَّاء في الغالب فيها زيادات على أصل الأشيري، وهذا أمرٌ مستغرب لأن نسخة الأشيري هي نسخة من كتاب المتفق والمفترق الذي جرده الفراء فكيف يوجد في التجريد ما لا يوجد في الأصل؟
- وجوابي عن ذلك - والله أعلم - أنه من المعلوم عن الأئمة المتقدمين أنهم كانوا بعد التصنيف ينظرون في كتبهم مرارًا ويضيفون فيها ويصلحون، فلعل النسخة التي كانت مع الأشيري من النسخ الأولى لكتاب الخطيب قبل أن تطرؤ عليه إضافاته وزياداته.
- ومن الزيادات التي زادها عبدالله بن يحيى الغساني في حواشيه من أصل الأشيري أنه أثبت مواضع عدة من كتاب " من وافقت كنيته اسم أبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه" للخطيب البغدادي، لقرب موضوعه من موضوع كتاب المتفق والمفترق، وقد وثقنا المواضع التي نقلها من خلال انتخاب مغلطاي منه.
1 / 20