Обновление арабского: чтобы оно соответствовало требованиям наук и искусств
تجديد العربية: بحيث تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون
Жанры
ظلت العربية واقفة، وعجلة الزمان من حولها تدور، وتسارع دورانها في خلال القرنين الفارطين، حتى بعدت الشقة بين الحياة الجديدة ومطلوبات العلوم والفنون، وبين اللغة العربية، حتى إن الفرق ليروع كل واقف على حقيقة الهوة التي تفصل بين العلوم والآداب، وبين اللغة العربية من حيث قدرتها على تأدية مدلولات المصطلحات في كلمات مضرية الأصل أو صحيحة الاشتقاق، على القواعد التي احتكم بها بعض اللغويين في بناء هذه اللغة الكريمة، وأخذها عنهم كثير من أهل هذا العصر، أولئك الذين لم يفطنوا إلى أن حاجات هذا الزمان غير حاجات الأزمان السوالف، ولم يعرفوا أن اللغة بمثابة جسم حي يولد ثم ينمو ثم يتوالد، وأن اللغة حي يموت كما تموت جميع الأحياء إذا امتنع عليه النماء وتعذر التوالد ، وأن للغة كل خصائص الأحياء، مع قياس الفارق، فإذا عدمت اللغة القدرة على التغذي بعناصر جديدة، وعجزت عن تمثيل تلك العناصر تمثيلا يحولها جزءا من أصل بنيتها، فإن اللغة تموت كما يموت الحي إذا فقد القدرة على هذه الأشياء.
من هنا ينبغي لنا أن ننظر في مجمل الآراء التي دارت في هذا الموضوع ونناقشها مناقشة علمية، عسى أن نصل إلى قواعد ثابتة.
وأما الخلاف بين الباحثين فقد انحصر في مسائل ثلاث؛ الأولى: القول بالتعريب، والثانية: القول بالنحت، والثالثة: القول بالاقتصار على الاشتقاق من الصيغ القياسية.
ولا بد لنا من الكلام في كل من هذه المسائل؛ لنظهر ما وراءها من مناحي القوة والضعف، حتى نخلص في النهاية برأي آمل أن يكون قد وفقت فيه إلى دستور عملي، هو الدستور الذي اتبعته في تأليف ما أنا عاكف على تأليفه من المعاجم. (1) التعريب
أما القول بالتعريب فرأي الذين يريدون اختصار الطريق وأخذ الأمر بظواهره دون خوافيه. ولا شك في أن العرب قد نزعوا هذه النزعة وجنحوا هذا الجنوح. وإنما يريد القائلون بالتعريب أن يتخذوا مما عمل العرب ركيزة يرتكزون عليها تعزيزا لرأيهم فيه، غير أن هؤلاء لم يفطنوا إلى أشياء من أوجب الواجبات أن تكون دستور القول في مثل هذا البحث.
فالعربي، أول شيء، قد عرب وفي نفسه سليقة العرب، وفي لسانه فصاحتهم وفي لغته بلاغتهم. وفي هذا الأمر نتطلب الحكم من يكون منا ذا سليقة عربية، أو فيه ذوق العرب الأقدمين أصحاب اللغة الأصلاء؟
هذا شيء ... وثمت شيء آخر؛ فإن العربي لم ينزع إلى التعريب إلا مكرها، بدليل القلة النادرة التي نأنسها فيما ورد من الألفاظ العربية المعربة مقيسة على الألفاظ العربية السليمة. وهذا يدل على أن قاعدة العرب الأولى كانت الاشتقاق من الحروف
1
التي كان يراها العربي أصلح لأداء المراد، متخذا من مبنى الكلمة وجرسها مقياسا لدلالتها. وهذا أمر له من الشأن ما لم يفطن إليه الأكثرون؛ ذلك بأن العربي لم يزن ما اشتق من الأسماء خبط عشواء، وإنما راعى في اشتقاقها سليقة استقرت فيه وامتاز بها.
كذلك ينبغي لنا أن نعرف أن التعريب ليس من السهولة بحيث يتصور الداعون إليه، بل إن من أسماء الحيوان والنبات أكثرية كبيرة يفضل ذو الذوق العربي أن يصوغ لها أسماء عربية كائنة ما كانت على أن يعربها فتكون غليظة غلظ الجبال؛ لندرة ما يوافق تركيب حروفها جرس الحروف العربية من حيث المخارج وتلاؤم التركيب.
Неизвестная страница