فقتل بها مثل تلك المقتلة. ولم يمرّ بماء من مياه العرب إلّا عوّره [١] ولا جبّ من جبابهم إلّا طمّه. ثمّ أتى قرب المدينة، فقتل من وجد هنالك من العرب وأسر. ثمّ عطف نحو [١٣٥] بلاد بكر وتغلب وفيما بين مملكة فارس ومناظر الروم بأرض الشام. فقتل من وجد بها من العرب وسبى وطمّ مياههم.
ثمّ أسكن قوما من بنى تغلب ومن سكن منهم البحرين، دارين [٢] والخطّ، ومن كان من عبد القيس وطوائف تميم، هجر، ومن كان من بكر بن وائل، كرمان،- وهم الذين يدعون بكر إياد- ومن كان منهم من بنى حنظلة، بالرميلة من بلاد الأهواز. وبنى بالسواد مدينة بزرج سابور [٣]، وبنى الأنبار، وبنى السوس والكرخ. وغزا بعد ذلك أرض الروم، فسبى سبيا كثيرا. وبنى بخراسان نيسابور.
ثمّ هادن قسطنطين [٤] ملك الروم الذي بنى قسطنطينيّة [٥]، وهو أوّل من تنصّر من ملوك الروم.
ذكر حيلة لقسطنطين
كان قسطنطين لمّا ملك الروم كبرت سنّه، وساء خلقه، وظهر به وضح.
فأرادت الروم خلعه، وكاشفته وقالت: