إهداء
إلى ذكرى أصدقائي الأعزاء
محمود فهمي زيدان
ومحمود رجب
وأحمد محمود صبحي
حبا وتقديرا لتجاربهم الفلسفية الحية،
وعرفانا بجهودهم الصادقة في سبيل الحقيقة، المبرأة من الزيف والكذب والمنزهة عن الأنانية والادعاء والاستعراض.
تمهيد
هذه مجموعة من التجارب الفلسفية التي عشتها خلال العشرين سنة الماضية، أحاول اليوم أن أضمها بين دفتي كتاب بعد أن كانت مشتتة في كثير من المجلات الثقافية في القاهرة والكويت.
وما دمت قد أطلقت عليها صفة التجارب أو الخبرات، فليس لهذا الوصف من معنى سوى أنها نابعة من الحياة نفسها كما نعيشها ونكابدها كل يوم، ومن بحثنا عن المعنى الكامن في علاقاتنا بمن حولنا من الناس، وبالحياة والعالم والوجود في مجموعه، وبالرؤية الشاملة التي كوناها أو ما زلنا بصدد تكوينها، لكي يصبح لنا موقف أو دور نؤديه في العالم وفي المجتمع الذي نعيش فيه، ونحاول مع غيرنا أن ننقذه من أوجه الفساد والتدهور والانهيار التي تتهدده في كل لحظة؛ نتيجة للنظرة الضيقة إلى الحياة نفسها، وانحصار تجاربنا الضحلة فيها على قيم - أو بالأحرى لا قيم! - المنفعة والمصلحة، بعيدا عن معايشة الأسرار والأعماق والمنابع الحقيقية للحياة في ثرائها وقيمتها، التي لا تعلو عليها قيمة سوى الحياة ذاتها التي هي القيمة والحقيقة الكبرى والنهائية.
Неизвестная страница