النجار البغدادي، ما يدل على صحة ما قاله الصفراوي، وهو تلميذه، مع أننا ما علمنا أن أحدًا منذ ثلاث مئة سنة إلى الآن بلغ المئة، فضلًا عن أنه زاد عليها، سوى القاضي أبي الطيب، طاهرِ بنِ عبد الله الطبري؛ فإنه عاش مئة سنة وسنتين، ونسبته إلى جده إبراهيم.
سِلَفَةَ - بكسر السين المهملة وفتح اللام والفاء وفي آخره الهاء -، وهو لفظ عجمي، ومعناه بالعربي: ثلاث شفاه؛ لأن شفته الواحدة كانت مشقوقة، فصارت مثل شفتين غير الأخرى الأصلية، والأصل فيه سلبه - بالباء -، فابدلت بالفاء.
٨ - أَبو بكر، أزهر بن سعد السمان، الباهلي بالولاء، البصري - رحمه الله تعالى -.
روى الحديث عن حُميد الطويل، وروى عنه أهل العراق، كان يصحب أبا جعفر المنصور قبل أن يلي الخلافة، فلما وليها، جاءه أزهر مهنئًا، فحجبه المنصور، فترصد له يومَ جلوسه العام، وسلم عليه، قال له المنصور: ما جاء بك؟ فقال: جئت مهنئًا بالأمر، فقال المنصور: أعطوه ألف دينار، وقولوا له: قد قضيتَ وظيفة الهناء، فلا تعد إلي، فمضى وعاد في قابل، فحجبه، فدخل عليه في مثل ذلك المجلس، وسلم عليه، فقال له: ما جاء بك؟ فقال: سمعت أنك مرضت، فجئتك عائدًا، فقال: أعطوه ألف دينار، وقولوا له: قد قضيتَ وظيفة العيادة، فلا تعدْ إليَّ؛ فإني قليل الأمراض، فمضى وعاد في قابل، فقال له في مثل ذلك المجلس: ما جاء بك؟ فقال: سمعت منك دعاء مستجابًا، فجئت لأتعلمه منك، فقال له: يا هذا! إنه غيرُ مستجاب، إني في كل سنة أدعو الله به ألا تأتيني، وأنت تأتي. وله وقائع وحكايات مشهورة.
كانت ولادته سنة ١١١، وتوفي سنة ٢٠٣، وقيل سبع ومئتين، وأزهرُ اسمُ علم، والسمان: - بتشديد الميم -، هذه النسبة إلى بيع السمن، وحملِه، والبصري: هذه النسبة إلى بصرة، وهي من أشهر مدن العراق، وهي إسلامية، بناها عمر بن الخطاب ﵁ في سنة ١٤ للهجرة على يد عتبة بن غزوان.
1 / 23