Тадж Манзур
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Жанры
ولو صور العقل كما قيل لأظلمت معه الشمس، ولو صور الجهل لأضاء معه الليل. فإذا تم عقل المرء نقص كلامه، وكل ما كثر رخص إلا العقل؛ وعقول كل أمة على قدر زمانهم.
وروي: ما انتقصت جارحة آدمي إلا زادت في عقله، والعقل أس الفضائل وينبوع الأدب.
وعقل المرأة قيل في جمالها، وجمال الرجل في عقله.
والعقل عشرة أجزاء: تسعة في الصمت وواحد في العزلة؛ لأن الناس سراق العقول.
فصل
اختلف في العقل ومحله فقيل: جوهر لطيف يفصل بين الحقائق، وقيل: العلوم الضرورية. وقيل: نور في القلب، وهو قيل محله في الجانب الأيسر من الصدر، وهو مذهب من نفى كونه جوهرا؛ لأن القلب محل العلوم؛ وقيل الدماغ، وتدبيره في القلب.
وله ثلاث تجويفات:
* إحداها في أعلاه، وهو ما غلظ منه، وهو محل الإيمان، والنفس الناطقة، والقوة المدبرة لمعاني الإرادة المنبعثة عن النفس.
* وثانيتها: في وسطه وهو محل التفكر والتدبير.
* وثالثتها: في آخره، وهي محل الرقة، واللطف، ويعبر عنه بالفؤاد، وهو محل العقل والنور، والتصرف، وميزان العقل، ولطائف الحكم؛ ومحل الحياة الطبيعية والحب.
وللفؤاد عين نورانية دراكة للحقائق والأسرار الخفية، وبها يبصر أهل البصائر.
وفي التجويف الأوسط محل العشق، وبه ينبعث الجد والطلب والشوق، وهو أسرع تعلقا بالمزينات وأرواح الوحي.
قيل: في الكتاب ثلاثة الروح الأمين، وروح القدس، وروح الأمر؛ فالوحي من الأمين نزل على التجويف الأول وهو الإلهام. وأولى المراتب في التنزيل وبعد الإلهام روح القدس، وهو النقل من اللوح إلى الثانية من القلب، وبعدها روح الأمر في الثالثة منه وهي محل النور والعقل(19).
Страница 23